لجنة عاجلة لبحث استئناف الدراسة في 13 مدرسة بوادي راحة

 واصلت طائرة الأمن العمودية جولتها لليوم الثالث على التوالي لتقديم الإغاثة العاجلة لمتضرري السيول في وادي راحة بمحافظة سراة عبيدة. وأقلعت الرحلة الأولى محملة بأعضاء اللجنة، ترافقهم الوطن عند الساعة التاسعة صباح أمس، حيث تعتزم اللجنة تقديم خدماتها لـ130 أسرة متضررة في قرى شيبة، مختتمة أعمالها اليوم التي استمرت أربعة أيام، قدمت خلالها أكثر من طنين من المواد الغذائية.
وفي رحلة فوق قمم جبال تهامة أخذت الطائرة مسلكا مغايرا حيث تعمد قائدها الرائد طيار يوسف القرني، يساعده الرائد طيار حسين الشهراني، الطيران بارتفاع شبه منخفض بين الجبال وفوق الأودية، لتجنب التيارات الهوائية في الطبقات العليا من الجبال، قاطعا مسافة 40 كلم في أقل من 5 دقائق.
وحطت الطائرة للمرة الأولى في وادي سريان محملة بمؤونة تبلغ 400 كجم تم توزيعه على 100 أسرة، ليصبح عدد المستفيدين من الإغاثة حتى أمس 300 أسرة، انقطعت بهم سُبل التواصل مع العالم الخارجي.
من جانبه، كلف مدير التربية والتعليم في محافظة سراة عبيدة يحيى آل فايع مدير العلاقات والإعلام التربوي محمد آل مالح بمرافقة اللجنة، ورفع تقرير عاجل عن سير العمل والدراسة في 13 مدرسة تقع على ضفاف وادي راحة، منها 6 مدارس للبنات تدرس بها 137 طالبة، و7 مدارس للبنين منها متوسطتان يدرس بها 290 طالبا.
وأبلغ آل مالح الوطن من موقع قريب من ابتدائية ومتوسطة النواس بن سمعان في مركز سريان أن إدارته شكلت أمس لجنة عاجلة سميت لجنة الطوارئ للتواصل مع مديري ومديرات تلك المدارس حيال استئناف الدراسة متى ما زال الخطر، الذي لا يزال قائما حتى إعداد هذا التقرير، مؤكدا أن سلامة الطلاب والمعلمين فوق كل اعتبار.
إلى ذلك، وزعت اللجنة مؤنا غذائية مكونة من الأرز والسكر والدقيق والحليب والزيوت النباتية والملح على الأسر المحتاجة في مركز سريان. وقدم المشرف على التمريض في المحافظة حسين آل قريشة، والدكتور إبراهيم حامد خدمات علاجية لـ60 مريضا ما بين أمراض مزمنة صدرية وإسهال وجلدية وعيون، إضافة إلى تقديم حقيبة صغيرة فيها إسعافات أولية.
وأشار رئيس مركز وادي سريان علي أبو رقطة لـالوطن إلى أن وادي اللحجة ووادي راحة يلتقيان ليشكلا واديا أكثر ضيقا وتدفقا في وادي دفا، ليكون رافدا مهما لوادي بيش، وقد يستمر تدفق السيل إلى أكثر من شهر في الموسم الحالي، وهنا تكمن الخطورة على الأرواح والممتلكات على حد قوله، وتصبح القرى المحيطة بضفافه بمعزل، وتصاب حركة السير بسيارات الدفع الرباعي بالشلل، رغم أنها الوحيدة القادرة على العبور في الظروف العادية، وينقطع الأهالي عن ممارسة أبسط الأعمال الرعوية والمعيشية، يواكبها انقطاع الفريق الطبي المتجول والمكلف بالزيارة الشهرية.
ويرى أبو رقطة أن فتح الطريق بجانب الأودية، وتواجد فريق من الطرق بصفة دائمة مدعوم بمعدات وجرافات بات أمرا ملحا، وأن الشروع في تنفيذ الوصلة التي تربط مركز سريان والتي سبق دراستها من قبل وزارة النقل، وبها 3 جسور، ستزيل جزءا كبيرا من المعاناة المزمنة مع هطول الأمطار وجريان السيول بصفة مستمرة.
ويؤيد رئيس مركز سريان قيام بلدية الفرشة بعمل جسور استنادية في الأماكن التي قد تحتاجها عند تنفيذ الطريق بين الفرشة ووادي سريان، موضحا أن الحاجة قائمة لثلاثة جسور أخرى لدرء أخطار السيول عن مشاريع منفذة لوزارة المياه والكهرباء تقع بالقرب من ضفة وادي راحة، وتحديدا في وادي سريان.
وجاء في محضر موقع من مندوب التعليم بسراة عبيدة ورئيس مركز سريان أنه نظرا لما تعرضت له مواقع غرب قطاع تهامة قحطان من أضرار مختلفة منها تقطع الطرق المؤدية إلى المواقع التي تقع على وادي راحة، وغياب الطلاب والطالبات بسبب انقطاع الطرق وغياب دور فرق المواصلات، فإنه ينبغي سرعة فتح الطرق المؤدية إلى هذه المدارس لاستئناف الدراسة، ومخاطبة جهة الاختصاص لدراسة وضع فرقة للطرق بصفة دائمة تتواجد بمركز سريان لمعالجة مثل هذه الإشكالات.
ومن جهة أخرى، تمكن شابان أول من أمس من إنقاذ 3 أشخاص سقطت بهم سيارة من نوع شاص، كانوا يستقلونها من محافظة بدر الجنوب باتجاه محافظة ظهران الجنوب في وادي الملحة شمال ظهران الجنوب، حيث فوجئ الشابان مسفر حسين آل ربوع، وعلي ناصر آل ربوع بسقوط السيارة من ارتفاع 4 أمتار في حفرة وسط السيل.
وفي محافظة حفر الباطن، لقي 3 أشخاص مصرعهم وأصيب 19 آخرون في حوادث متفرقة، بعد موجة الأمطار التي شهدتها المحافظة والقرى والهجر التابعة لها أول من أمس.
وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد علي القحطاني، أن هطول الأمطار المتوسطة والغزيرة على هجرة الذيبية والنايفية، نتج عنها تعطل عدد من السيارات، ومداهمة مياه الأمطار لبعض المرافق والمنازل في هجرة الذيبية، مبينا أنه تم إخلاء 40 أسرة وإيواؤها في المنطقة المعدة للإيواء بالتنسيق مع فرع وزارة المالية بحفر الباطن.
إلى ذلك، أدى إغلاق عبارة في الطريق الرابط بين بلدة الدرب القديمة والمسامير، نتيجة صيانة الطريق بعد أن أزالته السيول قبل 6 أشهر، إلى تحول السيول عن مسارها وتدفقها إلى الأراضي الزراعية ومقبرة الكد في محافظة الدرب التابعة لمنطقة جازان الأسبوع الماضي.
وأوضح محافظ الدرب علي الحازمي لـالوطن أمس، أنه استقبل شكوى من شيخ شمل قبائل درب بني شعبة الشيخ هادي بن علي الشعبي والعرائف والمواطنين، عن الأضرار التي ألحقتها السيول بمقبرة الكد، نتيجة تحول السيل لإغلاق عبارة الطريق الرابط بين بلدة الدرب القديمة والمسامير إثر صيانة الطريق الذي أزالته السيول قبل 6 أشهر من قبل إدارة النقل والطرق.
وأشار الحازمي إلى أنه وقف على الطريق بأكمله وكذلك مقبرة الكد برفقة رئيس بلدية الدرب المهندس سلمان الفيفي، ومندوب الدفاع المدني رئيس رقباء علي عبده، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالا مع مدير النقل والطرق بجازان لإرسال مندوب اليوم، للوقوف على مشكلة عبارات الطريق ومعالجتها بأسرع وقت، مؤكدا أن لدى البلدية مشروعا لحماية قرية الدرب القديمة من السيول. من جانبه، وقف مندوب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالدرب يحيى فقيه، على مشكلة قبور مقبرة الكد، مؤكدا أنه رفع خطابا لمحافظ الدرب للتوجيه بمعالجة المشكلة.
كما هطلت بعد عصر أمس أمطار غزيرة مصحوبة بصواعق شديدة على مراكز تنومة وبللحمر وبللسمر مع انقطاع التيار الكهربائي عن قرى قريش بتنومة. واحتجزت الأمطار السيارات على جنبات طريق أبها - الطائف في مركز بللسمر بسبب أكوام البرد. كما تسببت في حدوث انهيارات صخرية بالطرقات، فيما تم تكثيف الوجود الأمني من الشرطة والدفاع المدني على الطرقات.
وفي الطائف، أدت الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة أمس إلى إغلاق طريق عقبة الهدا لعدة ساعات بعد تساقط الصخور، وتحولت شوارع الطائف إلى برك بفعل الأمطار الغزيرة مما أدى إلى احتجاز عشرات المركبات في الشوارع الرئيسية.
ورصدت الوطن في جولة على عدد من الشوارع حالات احتجاز داخل المركبات التي وجدت نفسها في برك ماء، وقد غادرها ركابها بمساعدة عدد من المواطنين الذين تبرعوا بإنقاذ المحتجزين وإبعادهم عن مواقع الخطر.
وتعذر مرور المركبات مع شارع الستين المحاذي لشارع شهار العام والذي يعد أكثر الشوارع العامة سوءا للتصريف وتعطلت عشرات المركبات على امتداد الشارع، كما دهم حي أم العراد سيل من أعالي جبال عودة أخذ يجول في عدد من الشوارع باحثا عن مسارات التصريف. وقال الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني المكلف العقيد عمر المقذلي إن الطائف شهدت أمطارا غزيرة على المحافظة ومركزي الهدا والشفا وتم إغلاق طريق الهدا بعد تساقط الصخور في العقبة حفاظا على سلامة المارة، مشيرا إلى أن غرفة العمليات تلقت عشرات البلاغات عن حوادث تماس كهربائي وحالات احتجاز وتمت مباشرتها جميعا ولم تسجل أي خسائر.
وقال الناطق الإعلامي لإدارة مرور الطائف الرائد علي المالكي إن غرفة العمليات تلقت 16 بلاغا عن وقوع حوادث متفرقة بسبب الأمطار داخل محافظة الطائف وهي عبارة عن تلفيات بدون إصابات، مرجعا إغلاق طريق الهدا لتساقط الصخور وانجراف التربة في منعطف المعسل.