المدينة المنورة: علي العمري

إجراءات لمنع استخدامه في نقل المواطنين والزوار بالمدينة المنورة

على الرغم من أن المدينة المنورة شهدت وتشهد مشاريع تنموية في شتى المجالات سواء الصحية والتعليمية والبلدية، لا سيما في المنطقة المركزية للمسجد النبوي الشريف، إلا أن يد التغيير لم تصل وسائل النقل العام، حيث لا تزال سيارة الوانيت سيدة الموقف.
وتتباهى تلك النوعية من السيارات، وفقا لعدد من أهالي المدينة المنورة التقتهم الوطن، بسيطرتها على ساحة النقل بين المناطق، مشيرين إلى أنها تشوه صورة المدينة البهية في نفوس المسلمين، مؤكدين على أهمية تدارك ذلك من قبل الجهات ذات العلاقة، لافتين إلى أنها تستخدم في نقل زوار المسجد النبوي.
وطالبوا بسرعة إيجاد حل للعجز الذي تعاني منه مدينتهم في وسائل النقل العام، الذي بات فيه الوانيت الخيار الأوحد لهم منذ سنين، دون منافس، حيث يُعرف سائقوه في أوساطهم بـ الكدادة. وأشاروا إلى أنها أصبحت ترتبط بأذهانهم بالحوادث الأليمة التي يصعب نسيانها، خاصة أن أحد الجناة استخدمها في خطف فتاة عام 2005، أثناء توجهها إلى إحدى قريباتها، مما دفعها إلى الإلقاء بنفسها في الطريق العام، مما أدى لمصرعها، كما استخدمت في حادثة اختطاف الطفلة راضية التي ظلت 4 أعوام مختفية إلى أن تم العثور عليها من قبل الجهات الأمنية في مسكن الخاطف في حي الحرة الغربية.
وعلى الصعيد المروري، خاصة خلال موسمي الحج والعمرة، يعيش رجال المرور ظروفا استثنائية بسبب ما تخلفه تلك المركبات الوانيتات من إعاقة لحركة السير بالوقوف العشوائي، لا سيما في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، مما دفع إدارة المرور لفرض حظر على على دخولها إليها خلال موسم العمرة الحالي، فضلا عن الحملات المرورية لضبط المخالفين منهم عند تحميل الركاب، إذ تصل العقوبة أحيانا لحد حجز المركبة.
من جهته، وصف رئيس لجنة السياحة بالغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة عبد الغني حماد الأنصاري الوضع الراهن بأنه خادش لوجه المدينة الحضاري، مشيرا إلى أن من أسياسيات التنمية في أي بلد مشاريع النقل العام، مضيفا: لا يمكن أن نتحدث عن السياحة ونروج لمنتجاتنا السياحية في ظل تواضع النقل العام، ملمحا إلى افتقار المنطقة إلى شركات أجرة قادرة على الدخول للسوق.
من جانبه، أوضح مدير شعبة السلامة بإدارة مرور منطقة المدينة المنورة والناطق الإعلامي باسمها العقيد عمر حماد النزاوي أن هناك إجراءات لمنع استخدام تلك السيارات في نقل المواطنين والزوار، باعتبارها غير مخصصة لذلك.
وأضاف أن من بين تلك الإجراءات منع دخولها للمنطقة المركزية قبل وبعد كل فريضة لمدة نصف ساعة، وفي أيام الذروة كشهر رمضان ضمانا لانسيابية حركة السير وسلامة للحجاج والمعتمرين من حوادث الدهس أو الحوادث الجنائية.
ولفت إلى أن الحل لن يكون بيد المرور وحده، مشددا على أهمية دور المواطن والمقيم، من خلال عدم استخدامها والاستعانة بسيارات الأجرة الرسمية التي توفر ذات الغاية.