تواصل العمل في خيمة عكاظ تمهيدا لافتتاحها ضمن فعاليات الدورة المقبلة
يدخل سوق عكاظ في دورته السادسة التي ستقام في شهر شوال المقبل مرحلة جديدة رسمها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، عبر استقبال السوق زواره في خيمة عكاظ التي يجري العمل على إنجازها حاليا من قبل شركة بن لادن بتكلفة إجمالية بلغت 36 مليون ريال.
وتواصل الشركة المنفذة لمشروع الخيمة أعمالها بعد أن قطعت شوطا كبيرا في أعمال التنفيذ لتنهي اللبنة الأولى في سوق عكاظ لتكون نواة لمدينة عكاظ التاريخية التي يطمح أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل إلى إنشائها في أرض سوق عكاظ لتكون رافدا ثقافيا واقتصاديا وسياحيا للمنطقة.
خيمة سوق عكاظ
وتبلغ مساحة خيمة سوق عكاظ 3876 مترا مربعا، وتضم قاعة كبرى بسعة 3061 مقعدا، وقاعات انتظار، ومكاتب وخدمات مساندة، وقاعات محاضرات ومناسبات، ويأتي تنفيذها ضمن سلسلة المشاريع الكبرى الرامية إلى بناء مدينة تاريخية وسياحية متطورة تتناسب والبعدين التاريخي والسياحي لسوق عكاظ ومحافظة الطائف.
وبحسب مثقفين وأدباء ومهتمين فإن الخيمة ستكون إضافة جديدة لبرامج السوق ونشاطاته الثقافية التي تشمل المحاضرات والندوات الشعرية، فضلا عن حفل الافتتاح الرسمي الذي يستضيف نخبة من الشخصيات الثقافية والفكرية من داخل وخارج المملكة.
زوار السوق في تزايد
ويأتي الانتهاء من مشروع الخيمة تزامنا مع ارتفاع زوار سوق عكاظ في نسخته الخامسة 1432، بنسبة 9% مقارنة بالعام السابق، حيث سجل السوق العام الماضي حضور 157.228 زائرا، أي بمعدل يومي قدره 15.723 زائرا.
وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار قد أعلنت في تقرير لها صدر عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية ماس بعد نهاية الدورة الخامسة من السوق التي انطلقت في شوال الماضي أن زوار سوق عكاظ قدموا مما يزيد على 41 وجهة من مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى وجهات أخرى من خارج المملكة، مع أكثرية واضحة لمن قدموا من مكة المكرمة بنسبة بلغت 36%، ومن محافظة جدة بنسبة 24%.
كما كشف التقرير أن 78% من زوار السوق حضروا إلى محافظة الطائف لزيارة السوق فقط، فيما كان غرض 12% هو زيارة الأهل والأصدقاء، 6% قدموا للترفيه والسياحة، بينما جاء4% منهم بهدف العمل.
جائزة شاعر عكاظ
يحفل سوق عكاظ في كل عام بحزمة من الفعاليات والجوائز التي أصبحت محط أنظار الأدباء والمثقفين من داخل المملكة وخارجها، وإن كانت مسرحية عكاظ السنوية الفعالية الكبرى التي تستوعب الجزء الأكبر من الوقت المخصصة للفعاليات إلا أن هناك حدثا أكبر يترقبه المثقفون والأدباء بشغف قبل موعد انطلاق فعاليات السوق في كل عام ألا وهو جائزة شاعر عكاظ التي جاءت فكرتها قبل انطلاقة أول دورة لسوق عكاظ حينما أعلنت اللجنة العليا للسوق عن تخصيص جائزة للشعر، ترقى لمكانة سوق عكاظ الذي كان الشعر بضاعته الأولى، اختير لها اسما، جائزة (شاعر عكاظ)، وكان مقدارها 50 ألف ريال، وتسابق الشعراء ومعظمهم من السعودية عليها، لكن بوصلتها اتجهت نحو الشاعر الراحل محمد الثبيتي رحمه الله وبتلك الدورة، دخلت جائزة شاعر عكاظ منعطفا جديدا، وبات الشعراء يعدون العدة للمشاركة فيها في الدورات المقبلة.
وفي أثناء الاستعداد لدورة سوق عكاظ الثانية، أعلنت اللجنة الرئيسية للسوق عن تطوير لجائزة شاعر عكاظ لتكون بقدر المكان والزمان، فتم الإعلان عن رفع قيمة الجائزة إلى 100 ألف ريال، والتوسع في دعوة الشعراء العرب من جميع أقطار المعمورة، وبعد أن توافدت المشاركات من كل حدب وصوب، استطاع الشاعر المصري محمد التهامي تغيير بوصلة اتجاه الجائزة إلى خارج الحدود، كأول شاعر عربي – غير سعودي - يفوز بشاعر عكاظ، حيث فاجأ الأمير خالد الفيصل رئيس اللجنة العليا لسوق عكاظ ضيوف السوق وجماهير الأدب والثقافة في حفل افتتاح السوق في دورته الثانية بإعلان رفع قيمة الجائزة من 100 ألف إلى 300 ألف ريال.
جادة عكاظ
وإلى جانب خيمة عكاظ وفعالياته تشهد جادة عكاظ في كل عام تطويرا من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة الطائف التي تضيف في كل عام شيئا جديدا في البنية التحتية لسوق عكاظ وجادته.
وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار قد أنجزت تصميما فريدا لجادة عكاظ لتواكب تطور السوق في كل عام والإقبال الكبير الذي يشهده.
ويبلغ طول جادة عكاظ مسافة كيلومتر طولا في موقع السوق، بأسلوب يحاكي ما كان يجري حقيقة في سوق عكاظ القديم لتعيد للأذهان أيام سوق عكاظ التاريخية من خلال دراما تمثيلية تقام في كل عام على أرض الواقع، فضلا عن مشاركة الحرفيين والأسر المنتجة من داخل السعودية وخارجها.
وتتولى الهيئة العامة للسياحة والآثار مسؤولية تنظيم جادة عكاظ بما في ذلك الأنشطة المسرحية على الجادة، ومشاركة الحرف والحرفيين والأسر المنتجة ومسوقي المنتجات الزراعية، إلى جانب تقديم جائزة عكاظ للحرف اليدوية، وتنظيم حركة الزوار داخل السوق والجادة، وتنفيذ أنشطة تسويقية لدعم السوق، وتنفيذ أنشطة إعلامية للسوق وإقامة أستديو للبث المباشر، وتنفيذ دراسة عن الأثر الاقتصادي وإحصاءات الزوار.
كما تشهد الجادة عروضا مسرحية يشارك فيها أكثر من 150 شخصا يرتدون اللباس التاريخي يمشون لمسافة 600 متر في الجادة، ويمرون خلال مسيرهم بشعراء المعلقات ويسمعون قصائد المعلقات من كل شاعر بالترتيب، بينما تزاول مجموعات أخرى أساليب الحياة القديمة، كالبيع والشراء وتبادل الأحاديث إضافة إلى مشاركة مجموعة من كبار السن من أصحاب المهن يتحدثون بالعربية الفصحى مع مرتادي السوق.
كما تنظم الهيئة العامة للسياحة والآثار وتدعم عددا من البرامج السياحية، عبر التنسيق مع منظمي الرحلات السياحية لتسيير رحلات سياحية من مناطق المملكة لزيارة سوق عكاظ، ومحافظة الطائف أثناء تنظيم فعاليات السوق في كل عام، مع تقديم الدعم الفني والتسويقي والمالي للمنظمين لضمان نجاح تلك الرحلات.
واحة التقنية
ومن المشاريع التي يترقبها أهالي الطائف بشغف مشروع واحة التقنية التي أعلن أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل عن إنشائها في محافظة الطائف من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حيث يجري العمل حاليا حول الرؤية التي ستنطلق منها واحة التقنية من قبل استشاري المشروع شركة SRI الأميركية وخطة العمل الرئيسية والجدول الزمني المقترح لعمليات الإنشاء والتأسيس، حيث ستشهد الفترة المقبلة انطلاقة العمل وصولا إلى وضع المخطط العام وإقراره قبل نهاية العام الجاري.
وقد اطلع فريق العمل في زيارات ميدانية على مشاريع عالمية مماثلة لما هو مخطط له أن تكون عليه واحة التقنية في الطائف، مثل: واحة العلوم في سنغافورة، واحة العلوم في سونجو بكوريا، واحة سونيا في فرنسا، واحة زهاتياتنج في الصين، والتقى بمسؤولي القطاعات الحكومية ذات العلاقة بالمشروع، مثل وزارات: التجارة والصناعة، الصحة، العمل، الداخلية، المياه والكهرباء، الغرفة التجارية وأمانة الطائف، التي وعدت بتقديم كل الدعم للمشروع.
وتتكون واحة التقنية المزمع إنشاؤها في محافظة الطائف من مجموعة بنى تحتية متكاملة وأراض مطورة ومبان ومرافق أبحاث مجهزة ووسائل نقل واتصالات وحاضنات وبرامج مبادرات ودعم رواد الأعمال، كما توفر البنية التحتية والخدمات الحديثة المناسبة لتكوين تكتلات صناعية وتقنية وبيئة أعمال اقتصادية مترابطة ومتكاملة تخدم في تنمية صناعات حديثة ذات أبعاد استراتيجية للاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة.