مهما كانت ذائقتك الفنية أو حتى مساحة غضبك من أحوال الكرة السعودية وتردي نتائجها وتخبط لجانها، إلا أنك تجد نفسك مغرماً بالتمتع بضجيج عاصمي يصيب الرياض بسكتة صوتية لمدة ساعتين مع انطلاق أحداث ديربي الكرة السعودية والخليجية.
عقود من الزمن وأجيال من الإبداع والفن مرت على ضواحي الكرة مرتدية الأصفر في جانب والأزرق في آخر، يرافقها الصخب في المدرجات وقلق وأعصاب خلف الشاشات وتسمر وترقب من الملايين لصافرة نهاية تنطلق معها كل عبارات الزهو والشماتة لتحتفي بنتيجتها الجوالات وتشتكي البرامج سهراً حتى الصباح، وتواصل ميادين العمل استقبال ردود الأفعال في النهار التالي.
قمة الرياض وحدث العاصمة الأبرز يأتي كل مرة ليحاول إعادة ترتيب موازين المنافسة مهما كان حال الغريمين ليرافق هذا الحضور طعم ونكهة مختلفين يجبران حتى الخصوم على المتابعة والاستمتاع بلقاء تقليدي في تاريخه، متجدد في تفاصيله التي إن أسعفك الحظ بالظفر بنتيجته ستحل أغلب مشاكلك وصراعاتك تلقائياً، وقد لا تتوقف بفعل دفعته المعنوية الهائلة إلا في منافسة حقيقية مع خصم يكون قادراً على إعادة زخمك لوضعه الطبيعي بعد أن تنتشي بما هو أغلى لديك من النقاط الثلاث.
لقاء النصر بالهلال ثقافة سعودية لا تختص بالرياضيين فقط، فكثير من فئات المجتمع (غير المهتمة) بكرة القدم لا تفوت فرصة هذا اللقاء، أو على الأقل معرفة مآل نتيجته لإيمانها بوصول أثره لحياتها سواء في المنزل أو العمل أو عن طريق قريب أو زميل، ولا يمكنها الانفصام عن تأثيراته مهما بلغت قلة اهتمامهم بكرة القدم.
كل الأماني أن يرتقي اللقاء لمستوى التاريخ ولا يرتكن لواقع الحاضر، فكلنا شوق لمعانقة الإبداع داخل المستطيل والتمتع بكرة قدم من الزمن الجميل بعد أن سئمنا الصخب خارج حدود المساحة الخضراء.