هل لدينا سياحة بحرية؟ زوارق شراعية قوارب وسباقات في الخليج والبحر الأحمر.. نتمنى أن توضع هذه الرياضة على خارطة السياحة الداخلية، فلدينا شواطئ ذهبية وبيضاء جميلة، ولا تحتاج إلا إلى العناية والتأهيل وإرادة رسمية حتى تضع قواعد الأمن والسلامة، وإلى إرادة شعبية أيضا للحفاظ على هذه الشواطئ البكر.
مدننا الساحلية بشواطئها وإمكانياتها الطبيعية قادرة على استيعاب مثل هذه السياحة وتشملها فكرة رياضة سباق الزوارق الشراعية لتكون رياضة جاذبة للشباب تنفس عن طاقاتهم، بدلا من ممارسة التفحيط أو التطعيس وغيرها من أمور الشباب المتروك على هواه دون توجيه، حيث إن التوجيه يكون بإيجاد البدائل التي تعود بالفائدة على الشباب، وكذلك على المكان الذي تمارس فيه هواياتهم، والرياضة البحرية أحدها، لتكون مصدر جذب للجميع، وبالتالي يستفيد الوطن اجتماعيا وماديا، مبتعدين بذلك عن التعرض للخطر والتلوث من الأتربة سواء للسائق أو الجمهور. ربما هناك أنواع أخرى من هذه الرياضة البحرية تلائم طبيعتنا؛ فما دام المناخ والماء موجودين فإن الباب مفتوح للعديد منها. هذا النوع من السياحة غير مستغل، فهو يوفر فرص عمل كثيرة ومنشآت استثمارية عديدة تابعة تؤدي إلى تنشيط السياحة بشكل عام. نحن بحاجة لإعادة اكتشاف الوطن وكنوزه التي فوق الأرض لا تحتها فقط، وإعادة النظر فيما حولنا وما لدينا من إمكانيات طبيعية هائلة، لكن قبل ذلك نحن نحتاج إلى وعي ورؤية مستقبلية واستلهام الأعمال الناجحة وإعادة تأهيل الفكر السياحي الرياضي من خلال هذه الإمكانيات غير المستغلة.
لكن هل يتحقق ذلك في الوقت الذي تكون فيه الرياضة الأكثر شعبية في المملكة ـ مثلا ـ وهي كرة القدم، مفتقدة للتنظيم الاحترافي، وإلى البنية التحتية اللازمة لتطورها، فالجمهور الذي يحضر للملعب من مسافات بعيدة هو في الأساس يصنف سائحا فيجب أن يجد الأمور مهيأة له، وذلك أولى فاستمتاع وحب الجمهور لحضور ومشاهدة حدث ما هو بحد ذاته كنز استثماري تفتقده العديد من الدول، فكيف وهو عاشق لها.
في النهاية؛ أقول للقائمين على السياحة والرياضة: عاملوا الجماهير الرياضية كسياح حتى ترتقوا بخدماتكم. عندها نستطيع أن نتطور في مجالات أخرى كثيرة.