عقب الملحمة الفروسية المونديالية البرونزية التي حققها أبطالنا في لندن عقد سمو وزير التربية والتعليم، رئيس أمناء صندوق الفروسية الأمير/ فيصل بن عبدالله مؤتمراً صحفياً عُمِّمَ على وسائل النشر في 8 /8 /2012م. وقد جاء التعـ.. عفواً: المؤتمر ـ فالتعميم من خصوصيات كواكبالتربية والتعليم ـ لينسب الفضل إلى أهله أمناء صندوق الفروسية؛ لكيلا يظن آثِمٌ ـ وفي رمضان ـ أن كوكب رعاية شباب القرن الماضي هو الواقف وراء هذه المفخرة! ولهذا استهله بنقد لاذع لمشاركتنا النسائية الارتجالية، قائلاً: لم أجد الراحة منذ أن علمت بمشاركتهما (وجدان شهرخاني وسارة عطار) لأن صناعة البطل تحتاج إلى سنين لندفع به إلى بطولة أولمبية كهذه!! وأضاف سموه مُحدِّداً خطوات صناعة البطل: ينبغي أولاً أن تدرك ماذا تريد من المشاركة، وثانياً أن تسعى لإيجاد بطل رياضي ذي تركيبة خاصة وترى فيه الموهبة، وثالثاً تحتاج لمنافسات جماعية، ورابعاً يأتي دور التدريب ثم التدريب ثم التدريب! وهو ما قام به صندوق أمناء الفروسية؛ حيث صرف أربعين مليون يورو لتحقيق هذا الإنجاز المبهج لكل قلبٍ أخضر!
إلى هنا كان يمكن للتعـ...يوووه... للمؤتمر أن يمر وما عندنا من الشيطان طاري ــ فشياطين الجن مصفَّدة، وشياطين الإنس من المعلمين والطلاب في إجازة صوم ونوم ــ لولا أن سموه ختمه قائلاً قبل أن يسأله أحدٌ ولا أربعاء: نسعى في جانبنا التعليمي إلى إيجاد خطة ستبدأ هذا العام وتستمر لمدة خمس سنوات! ووضح أنها خطة رياضية تهدف إلى مشاركةٍ مشرفة في أولمبياد 2020، ومونديال قطر 2022؛ لكيلا يظن آثمٌ ـ في شوال هذه المرة ـ أنها خطة لحلِّ المواويل المُزمنة في التعليم؛ التي اعتدنا أن تعلنها كل وزارةٍ سابقة، لتأتي كل وزارة لاحقة وتلغيها، وتستغرق أربع سنوات في وضع خطةٍ جديدة! والوزارات الذكية تجعلها بالأيام؛ ليس إمعاناً في الدقة، بل لتزغلل عيون محاربة الفساد!
أما وقد انقضى رمضان، وبدأ العام الدراسي، فمن يصفِّد شياطين حقوق الحيوان وقد أطلقت لوساوسها العنان: كم اصطبلاً مستأجراً لا تتوافر فيه شروط السلامة، تعاقد معه صندوق الفروسية؟! وهل كان تدريب الأفراس والأحصنة مختلطاً؟! وأي الحظائر خُصِّصت للإنتاج المحلي: رَمَك/ مطبخ أم كَدِيش/ بلكونة؟ وكم يزن السرج الذي تحمله على ظهرها كل تدريب؟ وهل تتغذى على الفشفاش والمشروبات الغازية والمواد المسرطنة؟ وهل تحظى بـتأمين صحي؟ وكم جواداً ما زال على البند؟ وكم مُهْرَةً أصبحت شهيدة واجب في طريقها للتدريب؟ وإذا مات حصانٌ خارج الاصطبل فهل له أية حقوق؟ أما شهيدة الواجب فحسبها الجنة! و... ليس أخيراً: هل نظام فارس من الفروسية أم من قولهم: يافارسني؟!!!