يأتي يوم العيد لإشاعة السلام والتهاني ونوع من الفرح، ليجدد في كل عودة دعوة للصفاء، مؤكدا أن تهاني الرسائل الهاتفية بدأت تتناقص وليست كما بدأت، ولا أعلم ما البدائل إلا تهاني المجاميع كما المتداول عبر الـبلاك بيري، وأدوات التواصل الاجتماعي الأخرى، ومن هنا وبنظرة على الماضي كانت وسائل التهنئة رسائل البريد، وبطاقات المعايدة التي ربما تصل بعد انقضاء أيام على العيد، إلا من استدرك وأرسل مسابقا الزمن، ثم أتى الهاتف ليختصر المسافات، بتبادل التهاني في جميع الأوقات، وقد تأتي وسائل أخرى لا تستوعبها عقولنا حاليا، لكن مهما كانت الوسيلة المعبرة عن التهنئة، فهي بحد ذاتها تحرك المشاعر المعلقة، ودائما هي مطلوبة لصفاء القلوب والتراحم والتضامن والتصالح مع النفس ومع الآخرين، وتجديد الأحاسيس الجميلة سواء بالعطاء أو المحبة أو التواصل والتسامي فوق المشاعر السلبية من أجل العودة بالنفوس إلى فطرتها.
هذه السنة التي سنها الله سبحانه وتعالى، بتعويد النفوس وتطهيرها والدعوة إلى البهجة والسعادة والشكر لله عند موعد كل عيد.
وهي سنّة تتكرر كل عام مرتين، تتعاقب ما دامت الحياة، فدعونا نفرح ونبهج فقراءنا ومساكيننا وأيتامنا بتهنئتهم وتلمس حاجاتهم، صحيح أن العيد يكون في بعض الأوقات مثار ذكرى أليمة لدى البعض، لكن لا بد من تجاوزها، من أجل اكتمال لحظات العيد. ورغم الظروف التي تمر بالعرب خاصة والمسلمين، فإن العيد يأتي من أجل تبادل التهنئة، وتذكر المحتاجين، وزيارة المرضى، ومعان كثيرة يأتي بها العيد أعاده الله على بلادنا بالخير والأمن والسلام.. وكل عام وأنتم بخير.