المهنية سلاح الأقوياء.. والكذب حبله قصير.. الناس يصدقون ويتناقلون النفي أكثر من الخبر، لذلك كان انتشار تكذيب الوطن خبراً تتناقله وسائل الإعلام ويردده الناس مصحوباً باسمها، خلافاً للخبر المنفي الذي تناول فقد ماهر الأسد لقدميه وطار إلى الآفاق بلا مصدره الذي سبق به جميع وسائل الإعلام.
لم يصدق البعض أن يصدر خبر بحجم فقد ماهر لقدميه عن صحيفة سعودية محلية قبل وسائل الإعلام العالمية، فوقفت الوطن وأثبتت أنها مهنية وأن مراسلها عمر الزبيدي ذا مصداقية عالية وتوثيق دقيق، فنشرت المقطع الصوتي على موقعها الإلكتروني بشجاعة، واضطرت الخارجية الروسية إلى التصريح بأن المقطع مزور، وكان يكفيها لنفي كل ذلك الإيعاز لعميلها بشار بإظهار شقيقه ماهر واقفاً أمام شاشات التلفاز ولو لثوان.
كل هذا القتال الروسي للخبر يكشف مدى أهميته للثوار وضرره على النظام الذي تدافع عنه روسيا وتسانده مع إيران والصين كي لا يسقط، ولولاهم لسقط قبل عام.
انقطع حبل الكذب بعد 3 أيام، حين نشرت وكالة الأنباء العالمية رويترز تصريحاً لدبلوماسي غربي في الخليج لم تذكر اسمه، أكد فيه أن ماهر الأسد فقد قدميه في التفجير الذي استهدف قيادات أمنية يوليو الماضي. هنا سيصدق الناس لأن المصدر وكالة أنباء عالمية نقلته عن دبلوماسي غربي..!
الوطن التي سبقت كل الإعلام بهذا الخبر، نافست وسائل إعلام عالمية في تغطية الأحداث السورية نصرةً للشعب، وقدمت تقارير ميدانية عن الهاربين من جحيم النظام إلى الأردن، ونشرت آلامهم التي عايشها الزملاء عبدالقادر عياد، وعبدالله الخدير قبل افتتاح مخيمات اللاجئين، ثم دخل الزميل عمر الزبيدي إلى سورية وقدم تقارير ميدانية من ساحات القتال.
كل عامٍ وأنتم والوطن بخير.