آخر اختراعات برامج المقالب العربية ظهرت من خلال برنامج رمضاني بث على قناة سي بي سي المصرية، وتدور فكرته حول استضافة زوجين باتفاق مسبق مع الزوج، حيث تتظاهر المذيعة بأنها كانت تعرف الزوج، وذلك على مرأى ومسمع زوجته، ومن ثم تتحدث المذيعة عن قصة الحب التي تسبق ارتباط الزوجين، ثم تطرح بعض الأسئلة لترى مدى التوافق بين الزوجين، وإذا كانت متوافقة حصلا على جائزة عبارة عن رحلة لمدة أسبوع في بلد سياحي. وفي نهاية الحلقة، وبعد أسئلة تفوح منها رائحة النرفزة تخرج الزوجة عن طورها، وتحدث أمور أخرى خارجة عن السيطرة، وذلك من أجل أن تقدم للمشاهدين وجبة من التسلية على حساب مشاعر ونفسيات وأحاسيس الزوجات.
هذا الاستغلال البشع ينم عن شيء خطير، هو ندرة الأفكار واللجوء إلى حياة الزوجات واستغلالها، إلى درجة أن بعضهن يكشفن في نهاية حلقات البرنامج أن أزواجهن كانوا من أصحاب العلاقات النسائية قبل الزواج، وبمنتهى السذاجة، يتقبل الزوج ذلك الأمر ويوافق على تسجيل الحلقة وبثها أمام الملأ، من أجل حفنة من المال.
هذه البرامج تضع المشاهد في ورطة، إذ لم يعد يثق تماما فيما يشاهده أو يسمعه، وقد يذهب البعض إلى عدم تسجيل القصة بالكامل، أو تصديق أن الزوجة أصلا لم تكن تعرف فكرة البرنامج الحقيقية، مما يثير الجدل حول مصداقية مثل هذه البرامج.
وبمناسبة الحديث عن الكذب، فهناك برنامج ربما من شأنه أن يقدم درسا لبعض القائمين على برامج كهذه، وهو برنامج غربي يسمى لحظة الحقيقة يستضيف على سبيل المثال رجلا وزوجته، ويتم توصيل جهاز كشف الكذب بجسم المتسابق، ويطرح عليه أكثر من 50 سؤالا محرجا حول حياته الشخصية، أوعمله، أوعلاقته مع عائلته، أوأصدقائه، ويقوم معدو البرنامج بتسجيل نتائج الجهاز حول إجابات المتسابق. وهنا تكون الإجابات أحيانا صادمة، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالخيانة الزوجية أو غيرها من الأمور، علما أن أحدهما سيحصل على مبلغ طائل من المال، وإن لم يجب على السؤال تنتهي المسابقة. مثل هذه البرامج بالفعل هي التي تستحق المشاهدة، خاصة وأنها تتميز بالمصداقية، وتضع المتسابقين على محك الحقيقة، خاصة وأن المال يدخل فاعلا في تحريك المشاعر.