تتسابق الفضائيات في شهر رمضان لتقدم أنواعا من برامج المقالب التي عرفت اصطلاحا بـالكاميرا الخفية على أنها وجبة خفيفة، لكن البعض تميز بمنحها درجة السخافة الكاملة القادرة بجدارة على رفع ضغط المشاهد قبل الضيف!
بالصدفة شاهدت حلقة من أحد هذه البرامج.. ثعلب الصحراء للفنان المصري رامز جلال، وللحق فإن العنوان يوحي بأنك أمام فيلم أكشن والضيفة كانت المسكينة الفنانة اللبنانية سيرين عبدالنور التي يقال إنها: في حالها لا لها ولا عليها.
تخيل أن طاقم البرنامج اختار الصحراء مكانا للتصوير واستخدم كل وسائل الرعب والحرب والإرهاب باستخدام الرصاص والقذائف والخطف والقتل..!
تخيلوا معي أن عصابة من الملثمين المسلحين يطاردون الحافلة التي تقلك في البر ثم يمطرون المكان بالقنابل والطلقات بأنواعها ويغطون رأسك كمختطف، ويسمعونك أصوات رفاقك لحظة تصفيتهم بالقتل!! بمعنى أنك تبعد عن الموت ومفارقة الحياة مسافة ثوان لا أكثر، ثم فجأة يبدأ الجميع بالضحك ليقال لك: إنك ضيف برنامج للكاميرا الخفية.
بصراحة، كنت متوترا جدا لدرجة أني تناولت حبة لمكافحة ارتفاع ضغط الدم وأنا أرى سيرين تصرخ فيهم بأنها ستقاضيهم، وهذا ما كنت سأفعله شخصيا ولن أتنازل عنه أبدا.. إلا أن عرض الحلقة بالتلفزيون يوحي بأن اتفاقا تم ودولارات صرفت من أجل أن نرى هذه السخافة، وتبخرت تهديدات سيرين التي أصبحت أضحوكة لكل من شاهد البرنامج، لكن من يعرف شركات الإنتاج يجدها تتسم بقدرتها القوية على إقناع كل من يتعامل معها، وهذا لا يستبعد مع فنانة سبق أن اشترطت الحصول على 20 ألف دولار مقابل الظهور في برنامج تلفزيوني.