يكشف الزمن معادن الرجال والدول، فيتضح لنا زيف أو صدق شعاراتهم، فالنظام الذي قتل وقمع ونهب أموال الشعب السوري باسم البعث والقومية العربية من المحيط إلى الخليج، أصبح مرتكزا للمشاريع المعادية للعرب على امتداد الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، وصنع من سورية العرب العروبية قاعدة لمشاريع روسيا وإيران، وتحالف بخفاء مع دول لا ترغب في العيش فيها لكونها أسوأ من دكتاتوريات العالم في كوريا وكوبا والصين، ومع منظمات إرهابية أو تقتات على الارهاب بدءا من الحرس الثوري الإيراني وذراعه في لبنان حزب الله، وتنظيم القاعدة حليف إيران منذ نحو عشرة أعوام، وصولا إلى المافيا التي تشترك مع عائلة الأسد في تحويل سورية إلى معبر لتجارة الأفيون حيث تعالج في ثلاثة معامل ترتكز تحت حماية الدولة في طريق حلب اللاذقية، لتأتي قاعدة طرطوس لتكمل الصورة في عمالة نظام الأسد لروسيا أيضاً.
ليتحول شعار من المحيط الى الخليج أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة والذي خطه الرئيس حافظ الأسد بقلمه الحبري العتيق في الثامن من مارس آذار عام 1963، إلى الخدعة الكبرى التي نهبت بسببها ميزانية الدولة، وتحولت سورية إلى أذى لكل العرب من خلال اعتماد طهران عليها لتكون حجر الزاوية في مشروعها العنصري المذهبي المعادي للعرب، ولتقف طهران الثورة الخمينية في وجه ثوار سورية اليوم لأن إيران تستخدم الثورة التي تتناسب مع مصالحها وليس مع مصالح الشعوب الثائرة ضد الطغيان.
وكما وافق الخميني على صفقة تبادل الأسرى الأميركيين مقابل أسلحة أميركية متنازلا عن شعاره لمحاربة الشيطان الأكبر عام 1986، كان حليفه الأسد قد تعامل مع إسرائيل لتتم صفقة بيع الجولان عام 1967، في مسلسل خداع مستمر حيث تتباكى طهران على سورية الأسد وترفض التدخل الخارجي، وهي ترسل القتلة والسلاح لقتل الشعب السوري بتعاون مع دول حافظت على مكانتها ضمن قائمة العملاء الخونة للعروبة والإسلام.