نمر بفترة تتسيدها مؤسسات الإصلاح، ولكنها تسير بقرمديات مبعثرة تختلف أهدافها إلى ماذا ترمي، فلا بد من إحاطة ما يقود إلى الصحيح، وتجريد الرؤى من تفاصيل تخدم أهدافا شخصية، ولذلك فهناك ثقافة نحو مؤسسات الإصلاح فهي تسير بخط من ثلاثة خطوط:
فإما كونها تهدف إلى تطوير ورقي وتصحيح الاخطاء خارج أي تداخلات وضغوطات تقود إلى الإصلاح فهي معنى سام لأفضل مؤسسات الإصلاح، أو تكون مؤسسة إصلاحية تحت تقنيه عالية تخدم مصالح شخصية على النطاق المصغر أو مصالح حكومية على النطاق الواسع، وتسير نحو شعارات إنسانية تدعمها، أو مؤسسة إصلاحية تكونت نتيجة تراكم من المظالم والحقوق المنتهكة فهذه هي الأقوى قدرة على الإصلاح، ولكن لكي تستمر لا بد أن تكون أول مخرجاتها التضحية، وأن تساير خطوات التقدم وعدم الانقياد بإرهاصات الانتقام فتتحول من إصلاح إلى أحزاب تتصارع نحو سيادة الرأي.
ما نعيشه اليوم هو حالة هيجان من أرستقراطية التملك الذي ينفي افتعال الخطأ مع وجوده، والتفاخر بصنيع اللاصنيع. فلا بد من زراعة ما تحصده أيادي النجاح بتشكيل إرادة قوية، والتخطيط لما هو في دائرة منفعية وتكافلية، فخطوات الإصلاح لا بد أن تبدأ من إحداثيات الخطأ وتجنب التسرع القاتل والتباطؤ المميت، ويكون استراتيجية إصلاحه التوجه نحو لب المُحدَث ليس ابتداء من تفاصيله، وإقصاء الغضب وتأجيل العقاب، بسبب أنه ليس هناك مخطئ إلا إذا كان ما الصحيح موجودا.
فلا بد أن نبدأ بتأصيل أساسيات الإصلاح والتأهيل لثقافة ترتقي بنفي الطبقية، وتدعو لهوية موحدة نحو الإصلاح، وأن نكون قادرين على الاعتراف بالخطأ لأنه أولى خطوات النجاح.
فما أسعى إليه ليس حياة مثالية تتجردها الأخطاء، فهذا ليس له وجود بكوكبنا، إنما المثالية إيجاد الخطأ والاعتراف به والسير بالخطى الجادة نحو إصلاحه، فتلك هي المثالية التي يصفها الإسلام بتحقيق العدل.