في عالمنا اليوم عصر جديد يزخر بإبداعات الاختراع والعلوم والاكتشاف، في عالمنا اليوم شركات ومنظمات وحكومات تهتم بالاستثمار في الفضاء لمعرفة إمكانية زراعة القمح وصناعة الحديد خارج نطاق الأرض إضافة إلى صناعة الأمطار.
في عالم اليوم شباب يتنافس على الدفاع عن حقوق الإنسان وحريته، لأن في ذلك تكريماً للإنسان الذي خلقه الخالق فأحسن خلقه. ولكن في المقابل هناك التنافس بين الدول الأقوى على إصلاح أو استغلال الدول الأضعف. ولأن التنافس المتعارف عليه في قاموس السياسة يخضع لمفهوم الربح والخسارة، فإن سياسة الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية في رأيي تعتمد تنفيذ مخططاتها الأساليب الميكيافيلية ونظريات العصور الوسطى لتحقيق ما سبق وخطط له، فلا عجب إذا وقع السياسيون الغربيون في شر ما صنعوا.
أختلف مع ما قاله السيد حسن نصر الله من أن دول الخليج العربي السبب في الكوارث التي حلت بالأمة العربية، لأنني أرى أن سبب معظم الكوارث كان حزب البعث العربي.
حزب البعث العربي كان من أقوى التنظيمات في العالم سرية، إلا أن الاستخبارات الأجنبية استطاعت اختراقه وقسمته إلى قسمين، حزب البعث العراقي وحزب البعث السوري.
دولة الكويت وهي من دول الخليج العربي كانت في رأيي أول دولة عربية زرعت بذور الديموقراطية لشعبها وشجعت وسائل الإعلام والنشر والفنون وكسرت احتكار الأمة العربية إعلامياً وثقافياً. وكانت ذات اقتصاد قوي، إذ بلغ عائدها السنوي آنذاك من استثماراتها في الدول الغربية أكثر من عشرين بليون دولار طبقاً لما ذكرته صحيفة التايم الأميركية.
حزب البعث العراقي بقيادة صدام حسين غزا الكويت فدمرها اقتصادياً وديموقراطياً وخرب اقتصادها.
وهنا لابد من السؤال، ألم يكن في مقدور الرئيس بوش الأب وهو رئيس لأكبر وأقوى دولة في العالم عسكرياً، واقتصادياً، واستخباراتياً أن يوقف الغزو والتدمير قبل حدوثه؟
ما يحصل اليوم في منطقة الشرق الأوسط من فتن وتوتر لا يخدم الإنسان، لا في الحاضر ولا في القادم، ما يخدم الإنسان هو الاستقرار السياسي والأمني والنمو الاقتصادي وتفعيل القوانين للقضاء على الفساد وإيجاد فرص العمل للأيدي العاملة والمنتجة. لا تستطيع أي دولة في المنطقة تحت الظروف الراهنة أن تخطط وتبني لمستقبلها بمنأى عما يدور حولها.
هنا لابد من السؤال: أليست القوانين الأميركية وبعض الدول الغربية تجرم وتحارب وتعاقب الفساد ومرتكبيه، سواء كان مع أنظمة أو منظمات أفراد أو جماعات؟ إذاً كيف تعاملت هذه الإدارات الغربية لعقود طويلة مع من ثبت فسادهم؟
ليس الفساد حكراً على بعض أنظمة الدول العربية، فلولا الفساد لما هيمنت إسرائيل ومنظماتها بالسيطرة على كل القرارات السياسية المتعلقة بالشرق الأوسط، سواء داخل الولايات المتحدة أو في الدول الغربية الأخرى.

 

عبدالإله محمد ميمش