موسكو تزود دمشق بـ 580% من حجم وارداتها من الأسلحة
وصلت سفينة روسية تحمل وحدة خاصة من قوات مشاة البحرية إلى ميناء طرطوس السوري أمس، لتنضم إلى سفينة استطلاع ومراقبة تابعة للبحرية الروسية متواجدة في الميناء، وفقا لمسؤولين من مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود. وأوضح المسؤولون أن هدف روسيا من تواجد السفينة والقوات في الميناء السوري هو إظهار قلق الكرملين إزاء استقرار سورية، والمساعدة إذا تطلب الأمر إجلاء المدنيين الروس من المنطقة.
وفي هذا الإطار اتهمت المعارضة السورية روسيا بدعم النظام السوري عسكريا.
يذكر أنه رغم إعلان الكرملين اتخاذ موقف محايد من الصراع الدائر بين نظام الأسد والمعارضة، تواصل موسكو إرسال شحنات الأسلحة إلى سورية عبر منشآت تستأجرها بميناء طرطوس.
وأعلن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أمس أن شحنات الأسلحة لسورية زادت بنسبة 600% تقريبا في الفترة من 2007 إلى 2011 مقارنة بالسنوات الخمس السابقة، وقامت روسيا بتوريد معظم هذه الأسلحة لدمشق. وأوضح المعهد أن روسيا قدمت 78% من واردات الأسلحة لسورية خلال السنوات الخمس الماضية وأسهمت بزيادة نسبتها 580% في حجم واردات الأسلحة السورية، خصوصا مع تقديم بطاريات صواريخ أرض ـ جو من نوع بوك ـ أم 2 إي، وبطاريات الدفاع باستيون ـ بي. كما وقع البلدان السنة الماضية اتفاقا لتسليم سورية 36 طائرة مقاتلة وتدريب من نوع ياك ـ 130.
وقال كبير الباحثين المعنيين ببرنامج نقل الأسلحة بالمعهد مارك بروملي إن نقل الأسلحة لدول تأثرت بالربيع العربي أثار جدلا في الأوساط العامة والبرلمانية بعدد من الدول الموردة. وأضاف لكن أثر هذه المناقشات على سياسات تصدير الأسلحة محدود حتى الآن.
وأعادت الولايات المتحدة النظر في سياسة تسليم أسلحة بالمنطقة لكنها تبقى رغم ذلك أحد أبرز مزودي الأسلحة لتونس ومصر، كما أوضح التقرير أن الولايات المتحدة سلمت مصر 45 دبابة من نوع (أم ـ 1 أيه1) في 2011 ووقعت اتفاقا لتسليمها 125 دبابة أخرى.
وزادت عمليات نقل الأسلحة على مستوى العالم في تلك الفترة بنحو 25%. وكانت أكبر خمس دول مستوردة من آسيا ومثلت مشتريات آسيا وأوقيانيا 44%، تليها أوروبا بنسبة مشتريات 19%، ثم الشرق الأوسط بنسبة 17%، و مشتريات الأميركتين بنسبة 11%، ثم أفريقيا بنسبة 9%.
وكانت الهند أكبر مستورد للأسلحة في العالم ومثلت وارداتها 10% من إجمالي المشتريات، متقدمة على كوريا الجنوبية 6%، وباكستان والصين 5%، وسنغافورة 4%. وتقدمت فنزويلا من المرتبة 46 إلى المرتبة 15 لأكبر الدول المستوردة للسلاح، مع ارتفاع بلغت نسبته 555% في وارداتها في الفترات من 2002-2006 و2007-2011. وتراجعت الصين أكبر متلق للأسلحة أثناء الفترة من 2002 إلى 2006 في التصنيف بسبب زيادة الإنتاج المحلي. وسجلت صادرات الأسلحة الصينية ارتفاعا بنسبة 95% بين فترتي الخمسة أعوام التي تمت مقارنتها، مما جعل الصين المصدر السادس للأسلحة خلف بريطانيا مباشرة. وأضاف المعهد أن أبرز الدول المصدرة للأسلحة في الفترة بين 2007 و2011 بقيت الولايات المتحدة (30%)، وروسيا (24%)، وألمانيا (9%)، وفرنسا (8%). ومع بريطانيا (4%) تكون هذه الدول شكلت 75% من صادرات الأسلحة من حيث الحجم مقابل 78% في السنوات الخمس السابقة.