محمد المبارك

انتشر في الآونة الأخيرة مع بداية الثورات العربية مصطلح (البلطجة)، وكنّا في البداية بمجرد أن نسمع بهذا المصطلح تذهب أذهاننا إلى العنف والضرب بمعناه الجسدي، إلا أنه اتضح أن المعنى أشمل من ذلك، فقد تعدى إلى أنواع ومفاهيم شتى من (البلطجة).. من بلطجة فكرية وأدبية وإلكترونية وغيرها، وكلها فيها تجنٍّ وتعدٍّ على حقوق الآخرين. والكلام هنا سيكون عن النوع أو المفهوم الأخير، وهو البلطجة الإلكترونية.
ونقف قليلا عند المفهوم العام أو التعريف العام للبلطجة، حيث تعرف بأنها نوع من التنمر يفرض فيها البعض الرأي بالقوة والسيطرة على الآخرين وإرهابهم والتنكيل بهم. وللبلطجة مظاهر مختلفة، معظمها يصب في السلوكيات غير الأخلاقية كالتعليقات النابية والمسببة لتوتر الطرف الآخر الذي تعرض لتلك البلطجة. وتتمثل البلطجة الإلكترونية في اختراق المواقع والإيميلات والصفحات الرسمية والشخصية، وهذا هو ما يحدث هذه الأيام بشكل كبير، فقد تم مؤخرا بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإلكترونية اختراق عدد من المواقع الحكومية والخدمية لأكثر من مرة وفي فترة وجيزة.
هذه القرصنة أو البلطجة تعرضت لها شخصيا، فقد استيقظت في يوم الجمعة على ( يوم إلكتروني أسود)، فبعد أن زرت صفحتي الشخصية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي غادرتها وإذا بأبنائي يفاجئونني بقولهم إن حسابي في ذلك الموقع لا يزال مفتوحا، وقفت متعجبا وما هي إلا ثوان معدودة وإذ بأحد الأقرباء يتصل قائلا: هل طلبت مني منذ قليل على صفحتك الشخصية بطاقة شحن؟! فرددت عليه بالنفي القاطع وهو يعلم ذلك، فقال يبدو أن صفحتك وإيميلك قد سرقا، وقد علمت سبب اتصاله هو قبل البقية لكونه هو أيضا قد سرقت صفحته وحسابه من قبل. ولا أعلم حقيقة إلى متى يظل أمثال هؤلاء يعبثون بحقوق الناس الشخصية والفكرية، ومن يتصدى لهم يا ترى ليوقف هذه الترهات؟