من الصعب تغيير التصور الذهني عن أي شخص إلى القبح، وأصعب منه بكثير إلى الجمال، لكن..
من الصعب تغيير التصور الذهني عن أي شخص إلى القبح، وأصعب منه بكثير إلى الجمال، لكن.. من يصنع الصورة الذهنية؟ ومن يستطيع تصحيحها إن كانت خاطئة أو لم تكن حقيقية؟.. برنامج في الصميم ومذيعه المتدين عبدالله المديفر لهما فضل على سيرة المفكر تركي الحمد، بعد أن غيرت 67 دقيقة من الحوار الراقي صورة هذا المفكر مما كانت عليه، أو على الأقل جعلت البعض يتساءل عن حقيقة تركي الحمد.
67 دقيقة من برنامج في الصميم الذي تنتجه مؤسسة إعلامية إسلامية لقناة روتانا خليجية، قدمت تركي الحمد مفكراً منفتحاً على الآخَر وليس على الآخِر، أكاديمياً متحدثاً لبقاً مؤدباً يؤمن بالاختلاف ويرفض الخصام والعداء. ربما يتساءل من كان يرى الحمد صاحب أفكار غريبة، عن الكلام المنطقي الذي نطق به لسان الحمد في الحوار! فأيهما تركي الحمد الحقيقي، بعد هذا النموذج..؟ ما هي الصور الذهنية في عقول بعضنا عن بعضنا؟ وكيف تكونت؟ ولماذا تكونت هكذا؟
ربما يكون الدافع في رسم صورة سيئة أو تجميل صورة، مبنيا على نية حسنة لكنها لم تقم على أساسٍ صحيح، أو أنها قامت على مبالغات في تضخيم خطأ!
في يوم من الأيام كانت الصورة الذهنية للشاعر والوزير غازي القصيبي مختلفة عما أصبحت عليه في آخر أيامه، رحمه الله. وكذلك كانت صورة الناقد الدكتور عبدالله الغذامي قبل نشره حكاية الحداثة.. ولا أشك أنه هو من غير الصورة الذهنية التي تشكلت في العقول عنه بمحاضراته وحواراته التلفزيونية التي أظهرت الشخصية الحقيقية فأحبها الكثير.
هل صور هؤلاء تغيرت أم هم تغيروا؟ هل تركي الحمد اليوم هو من كان في أذهان البعض أمس؟ هل تغير هو أم تغيرت صورته؟ أم كلاهما؟ وهل غازي القصيبي الوزير غير غازي الشاعر والكاتب الصحفي؟ وما الذي تغير في عبدالله الغذامي اليوم؟ هل صحح التغيير صورته أم إنها لم تكن حقيقية؟ وهل نحتاج إلى أسئلة كثيرة لنعرف الحقيقة أو لنقتنع بالصور الذهنية؟