دومة الجندل: محمد الحسن

تغطي الجوف صخور تتراوح أعمارها من عصر ما قبل الكامبري وحتى حقب الحياة الحديثة

حجر الجندل الذي تشتهر به محافظة دومة الجندل بمنطقة الجوف شمال السعودية، ومنه اشتق اسم المحافظة، إذ سميت الجندل نسبة إلى صخورها شديدة الصلابة.. هذا الحجر ما زال مجرد قطع حجرية قابعة في حضن جبال ووديان وسهول المحافظة يبحث عمن ينفض عنه غبار الزمن السحيق الذي يمتد للعصور الحجرية ما قبل الميلاد، حيث طالب مستثمرون بصناعة الحجر الطبيعي بمحافظة دومة الجندل وزارة البترول والثرورة المعدنية بدعم الاستثمارات في حجر الجندل، خصوصا في ظل تزايد الطلب عليه في الآونة الأخيرة مع النمو المطرد في قطاع المقاولات والإنشاءات.
وأشار هؤلاء المستثمرون إلى عدد من الفرص الاستثمارية المجزية في هذا القطاع الواعد، والتي لا تحتاج لرؤوس أموال ضخمة وفي الوقت نفسه تحقق عوائد مجزية، ومنها إقامة مصانع لصقل وتسويق حجر الجندل، الذي تكثر مكامنه في المحافظة، حيث أظهرت دراسات استطلاعية قامت بها وكالة الوزارة للثروة المعدنية بوزارة البترول والثروة المعدنية وجود ثروات معدنية وخامات طبيعية في منطقة الجوف يمكن استغلالها صناعياً، وأهم هذه الخامات حجر الجندل، والصلصال الطفلة ، ورمل السيليكا، والملح، والحجر الجيري، والبازلت، والدولومايت.
وأكد لـ الوطن الجيولوجي خالد خيبري أن منطقة الجوف غنية بثرواتها المعدنية نتيجة التنوع المتميز في جيولوجية المنطقة، والمتمثل في التنوع الصخري، حيث تغطي الجوف صخور تتراوح أعمارها من عصر ما قبل الكامبري وحتى حقب الحياة الحديثة، وأشار إلى أن هذا التنوع البيئي الجيولوجي أدى إلى اكتشاف عدد من الثروات المعدنية الفلزية واللافلزية ومنها حجر الجندل الذي سيشكل قاعدة أساسية لقطاع التحجير في المنطقة.
وبين صاحب مصنع لحجر الجندل، عجلان الخليف، أن مشكلتنا بالتحديد هي مشكلة إدارة وتنمية استثمارية، وأكد أن مستقبل الجوف من الناحية الاقتصادية يكمن في البحث عن الخامات الطبيعية كحجر الجندل والرمل لصناعة الزجاج والطين ليكون هدفا استثماريا لرجال الأعمال وحشد كامل طاقاتهم البشرية والتقنية واستخدام أحدث وسائل التقنية من أجل تطوير واستغلال الثروات المعدنية بالجوف، ومنها حجر الجندل وذلك لتوظيفها في تنمية الاقتصاد الوطني. وأشار إلى أن سعر المتر الواحد لتركيب حجر الجندل بعد صقله يصل لـ 120 ريالا، وبناءه يصل فقط إلى 70 ريالا، وأكد ضرورة الاهتمام المتواصل من قبل إمارة المنطقة بالتنمية الصناعية، معتبرا الاستثمار في الخامات الطبيعية أهم مقومات الاستثمار الصناعي في منطقة الجوف، ودعا لبذل جميع الجهود التي من شأنها جذب المستثمرين من داخل المنطقة وخارجها مع تشجيع المواطنين على جذب رؤوس الأموال للمساهمة في إنشاء المشاريع الصناعية الممكن إقامتها في المنطقة، ومنها مصانع لصقل وتسويق حجر الجندل، نظرا لتوفر المادة الخام بشكل تجاري واستثماري. ومن جهته أوضح لـ الوطن أكاديمي متخصص بإدارة الأعمال بمنطقة الجوف، عبدالمحسن الصالح، أن قطاع التعدين بمنطقة الجوف يزخر بفرص استثمارية ذات جدوى اقتصادية، وطالب بإقامة معارض وورش عمل يكون عنوانها المستقبل في استثمار التعدين... حجر الجندل لإحداث نهضة استثمارية اقتصادية متوازنة يمكن أن تؤتي ثمارها على منطقة الجوف قريباً وسريعاً.