وما مناديل هنا إلا جمع مونديال! نكايةً في العرب الذين دأبوا على جمعه ـ وهو مذكر ـ جمع مؤنث: مونديالات؛ جرياً على عادتهم في التعدي على حقوق المرأة وخصوصياتها دون إحم ولا دستوووور! وتعديهم ليس إلا إمعاناً في امتهانها؛ فقديماً قال قائلهم ـ بدون هنَّ طبعاً ـ:
إن قوماً تجمَّعوا * وبقتلي تحدثوا..
لا أبالي بجمعهم * كل جمعٍ مؤنثُ!
أما بعد: فقد كان يوم الاثنين الماضي 21/6/2010م أطول نهارٍ على السعوديين، وأشد قيظاً! ليس لتوقعات تلاميذ/ حسن كراني مع أطيب الأماني بارتفاعٍ غير مسبوق في درجات الحرارة، إذ ألفوا أنه لا يمكن التنبؤ بما يفكر فيه طقسهم المتقلب بالفصول الأربعة، وفوقها فصول أولى/ مطبخ، وسادس/ بلكونة، في نهارٍ واحد! تقلباً انعكس في أمزجة كثيرٍ من المسؤولين؛ فصاروا يتخذون عجائب من تناقيض القرارير ـ جمع مذكر لـتناقض وقرارـ دون حثاثيثٍ واضحة أو مبررة ـ جمع مذكر لـحيثية إمعاناً في النكاية ليس إلا ـ!
كان ذلك اليوم كذلك؛ لأن السعوديين ظلوا مهددين بكارثةٍ جديدة، وهم يتابعون منتخب كريستيانو رونالدو وقد أحال مرمى ممثل حارة آسيا/ كوريا الشمالية إلى برج جوال ـ لا برج سلة ـ لحياةٍ أسهل! حيث كان الإنجاز السعودي الأبرز في المناديل، وهو الرقم القياسي الآسيوي في عدد مرات السنترة بتسع مراريرٍ شهيرة؛ مهدداً بالتحطيم! ولولا أن ضمائر عجائزنا استيقظت في الوقت المناسب قائلة: يا رب سترك ـ بسبب الحر الجاثم على صدورهن ـ لسلونا في تلك الظهيرة كل الكوارث؛ بدءاً بكارثة أسهم الفقاقيع الخشاش 2006! ولولا شدة القيظ، لخرج السعوديون بالعشرات والمئات وآحاد وعشرات ومئات الألوف في كل شوارع الـوش وش وش العامة الطامة في كل مدن المملكة؛ مبتهجين بسلامة الرقم القياسي أربع سنوات قادمة على الأقل! كما خرج العشرات من أشقائنا الجزائريين مبتهجين بالإنجاز الأسطوري بالتعادل بدون أهداف، مع منتخب إنجلترا، المزود بـطبلون إيطالي، ليختم منتخب المحاربين الأشاوس مناديله بخروج مشرِّف بنقطةٍ وحيدة، لكنها إنجليزية تقاس بـالإسترليني، وليست أمريكاوية تقاس بخسائر الدولار في اللحظات الأخيرة! ودون أن يلج مرماهم إلا هدفان أحدهما يقاس بعملة من الـسلوفان لا تساوي شيئاً!
ولكن المبهج أن هناك ما يؤكد وحدتنا العربية في المناديل: فالجزائريون يحتفلون بتعادلٍ بايخ بعد الفوز على ألمانيا 82، والوقوف بندية حقيقية مع برازيل 86، الغائبة عن مونديال 2010، فما رأيناه حتى الآن ليس إلا الأصفر العالمي بدون حسام غالي! والسعوديون: من آخر جيل الثمانينات الميلادية، إلى ما بعد جيل الثمانيات الألمانية، و...هاتوا المناديل/ خلوا الهوى عروبي! مع الاعتذار للحلا كِلِّو!