هكذا وبهدف أمريكي وحيد خرج العرب من كأس العالم تاركين الساحة للأمريكان والإنجليز والأرجنتينيين والإسبان والمكسيكيين والطليان والبرازيليين والألمان وغيرهم من جنسيات جاءت لتقدم مهاراتها في كرة القدم.

هكذا وبهدف أمريكي وحيد خرج العرب من كأس العالم تاركين الساحة للأمريكان والإنجليز والأرجنتينيين والإسبان والمكسيكيين والطليان والبرازيليين والألمان وغيرهم من جنسيات جاءت لتقدم مهاراتها في كرة القدم.
ومهما يكن من أمر خروجنا المشرف بعد مواجهتين رائعتين مع إنجلترا وأمريكا، فإنه آن الأوان لأن يستغني العرب عن لافتة الخروج المشرف إلى التمثيل اللائق في أدوار الستة عشر والثمانية والأربعة.
لقد وصلنا لدور الستة عشر مرتين إحداهما عام 1986 على يد المنتخب المغربي، والأخرى عام 1994 على يد المنتخب السعودي. ولأننا نعرف طعم الوصول إلى هذا الدور، فلنبدأ من الآن التجهيز للوصول إليه عام 2014 في البرازيل، وإلى دور الثمانية عام 2018 أملا في الوصول لدور الأربعة عام 2022.
إن اثني عشر عاما من الجهد والعرق والتجرد والتخطيط السليم يمكن أن تقود إلى نتائج مبهرة ليس في كرة القدم فقط وإنما في مجالات أخرى كثيرة. ولكي نحقق ذلك لابد من البحث عن المواهب الحقيقية والتوسع في الاحتراف، وفي المشاركات الدولية الأولمبية والقارية والدولية.
لقد بات من الثابت أن ملعب كرة القدم يكاد يكون هو الوحيد الذي لا تتآمر فيه الدول الكبرى ضد الدول الصغرى أو الناشئة، والدليل أننا كنا قاب قوسين أو أدنى من إقصاء المنتخب الأمريكي. صحيح أن ثمة مؤامرات خفيفة تحدث إذا اتحدت المصالح، لكن ذلك يمثل استثناء فضلا عن تصدي الفيفا له.
ولعل وصول فرقنا العربية للأدوار الحاسمة عامي 2014 و2018 يساعد بصورة مباشرة أو غير مباشرة في ترجيح كفة قطر في استضافة كأس العالم 2022، ولكي يتم ذلك لابد من حضور عربي فاعل على مستوى الأندية والمنتخبات قاريا وعالميا.
لقد آن الأوان كذلك لنبذ التعصب الفارغ الذي ثبت بالدليل القاطع أنه لا يفيد مطلقا، إذ ماذا يعني أن يتشاجر مشجعو النصر والهلال أو الأهلي والأتحاد أو الزمالك والأهلي، أو الإفريقي والترجي، أو الهلال والمريخ دون أن نحقق على مستوى المنتخبات نصرا متميزا على المستوى العالمي؟
ما قيمة أن نظل نشجع فرقنا المحلية حد الجنون قبل أن يدخل المونديال علينا فنخرج منه قبل أن يبدأ؟
ما قيمة أن ندفع في اللاعبين بل في المدربين ملايين الملايين إذا كان ذلك لن ينفع المنتخب؟
يبكي المشجعون الجزائريون ونحن معهم على الخروج المشرف إلى حد كبير، فماذا عن خيبة الأمل التي لاحقت جميع الفرق العربية فمنعتها من الذهاب إلى جنوب أفريقيا؟ وهل ستتكرر هذه الخيبة في البرازيل؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن نطرحه من الآن وليس قبل المباراة الفاصلة وملحق التأهل وغيرهما من علامات الرسوب.