قد لا يكون لأعداء 'المبدع' أدنى فضل في وجوده، لكن لهم أعظم الفضل في بروزه، واستمراره، وبلوغه مرحلة 'السوبر مان'، التي يرى الزميل/ 'نيتشه' ـ يرحمكنكم الله ـ أنه لا يبلغها إلا الأكثر أعداءً! فإن حققت نجاحاً
قد لا يكون لأعداء المبدع أدنى فضل في وجوده، لكن لهم أعظم الفضل في بروزه، واستمراره، وبلوغه مرحلة السوبر مان، التي يرى الزميل/ نيتشه ـ يرحمكنكم الله ـ أنه لا يبلغها إلا الأكثر أعداءً! فإن حققت نجاحاً ولم تجد أعداءً ـ لا سمح الله ـ فـدبِّر نفسك وتخيل ما تستطيع منهمهن؛ وإلا فلن تكون حتى مستر سبونج!
ومهما بلغت شراسة الأعداء، فإنهم لا يزيدون المبدع إلا قوةً وتوهجاً، ماعدا واحداً: هو أضعفهم، وأحقرهم! لكنه أعرفهم به، وأبلدهم إحساساً بقيمة نجاحه، وأكثرهم حقداً عليه وغيرة منه! ولكن المبدع ـ لشدة التصاقهما ـ لا يحسب له حساباً، وقد لا يكتشف خطره!
إنه توأمه الشخص، الملاصق المناقض له مثل السبت والجمعة، في قول الشاعر الخطير/ مساعد الرشيدي:
أدور أنا وأنت مثل السبت والجمعة * يا قربنا! والصحيح إنَّا بعيدينِ!!!
إنها علاقةٌ رهيبة، تحركها ثقافة الحسد ـ يادي نيتشة يهديكمكن الله ويصلح بالكمكن ـ وبينما يتحلى المبدع بأخلاق السادة والنبلاء؛ كالكرم والنخوة والشجاعة، لا يتورع الشخص عن أخلاق السوقة والأوباش!!
ولن تجد في العالم العربي غير رجل كل العصور/ نجيب محفوظ، من تمكن من إحلال الأمن والتعايش السلمي بينهما؛ ليستمر الصراع سجالاً مريراً لابد أن ينتهي بقتل أحدهما، وسحقه تحت نشوة انتصار الآخر تماماً!
وليس أمامنا ـ نحن قراء الوطن ـ إلا اختيار واحدٍ منهما: الموسى/ المبدع، أو الموسى/ الشخص؟ فهيا: بسم الله والله أكبر عليك يا الشخص فداءً لـمبدعنا! و..لحظة.. لن يفعلها غير الموسى/ المبدع، وبكل سهولة؛ فمن يقرأ سيرته الذاتية، يعرف أنه أخبر الناس بفن المقالة الاحترافية، وأقدر من يشخِّص العلة ـ لا يشخصنها ـ بفيروس أسلوبي صغير هو: ضمير المتكلم المفعوص، المتصل بطرحه منذ عامين على الأقل! ولتدركوا أن تخصيب اليورانيوم يتم تحت المجهر، تأملوا مقالته أرخص كاتب: هل تجدون غير الشخص في أزمةٍ خاصة جداً، سما بها نزار قباني إلى قضية عامةٍ طامة في العالم العربي:
ما الشعر؟ ما وهج الكتابةِ؟ ما الرؤى؟ * أولى ضحايانا همُ: الكتَّابُ!
والضمير المتصل في ضحايانا يعود على الأشخاص فينا جميعاً.. وعيني في عيونكنكم!
ولن يتردد مبدعنا/ الموسى في قتل هذا الفيروس، ليس من أجلنا فحسب، بل ومن أجل هذا الغثاء من الكتاب الخُدَّج: يمارسون الوصاية على القارئ: أنا أرى/ شخصياً أعتقد/ وحينما كنت في اللفة كنت أحب ماما وأكره بابا، فلما خرجت منها صرت أكره بابا وأحب ماما! فإذا مخشت شعورهمهن بالنقد، قالوا: ياسلام! إش معنى علي الموسى؟! والحق على من أخرجهمهن من اللفة!