كنت سأكتب متسائلا عن عقد شركة – ميلينيوم لصناعة الطاقة – لتنفيذ مشروع تسخين المياه بالطاقة الشمسية في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن

كنت سأكتب متسائلا عن عقد شركة – ميلينيوم لصناعة الطاقة – لتنفيذ مشروع تسخين المياه بالطاقة الشمسية في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، فالمشروع كما قيل يعد أضخم مشروع من نوعه في العالم، لكن الزميل خالد السليمان كتب عن المشروع في – عكاظ – واكتشف أن ما نشر عن تكلفته لم يكن صحيحا فالتكلفة التي قيلت مع الخبر هي تكلفة إنشاء مشروع الجامعة كله وليس مشروع التسخين، وقد أخذت رابط موقع الشركة من الزميل السليمان على النت وهو: (www.millenniumenergy.co.uk/) وقد وجدت أن الشركة اكتفت بالقول إنه أكبر مشروع في العالم من نوعه ولم تشر إلى تكلفته مطلقا ومع أن الخبر الذي نشر في صحيفتين وتداولته مواقع النت قبل ذلك وبعده متضمنا تكلفة غير معقولة إلا أن أحدا من المعنيين بالأمر لم يعلق ويوضح الحقيقة لا من وزارة المالية ولا من إدارة الجامعة وكأن الأمر لايعنيهما، وقد يكون عدم تعليقهما مرده ثقتهما في ظهور الحقيقة لكن الحقيقة عندما تأتي متأخرة عن وقتها لا تجد الصدى الذي تستحقه في ظل طغيان الشائعة وتمكنها سيما أن الأمر لم يعد مقصورا على الصحف الورقية وإنما هناك عالم واسع من وسائل الإعلام التي تتناقل كل معلومة في لحظة انطلاقتها وتوسع مساحة انتشارها بصورة مذهلة مما يجعل تصحيحها من المهام الصعبة جدا سيما إذا أهملت وقتا طويلا مثلما حدث الآن مع مشروع تسخين المياه في جامعة الأميرة نورة.
على أي حال أتصور أن هناك أمرا يتعلق بالجامعة أكبر من موضوع هذا المشروع، وهو أن هذه الجامعة التي تصل تكلفة إنشاء مدينتها الجامعية نحو خمسة وأربعين مليار ريال مخصصة للبنات فقط ولا أدري لماذا خصصت للبنات مع أن جميع الجامعات السعودية القديم منها والحديث مفتوحة أمام الجنسين وليس هناك مبرر مقنع لتخصيص جامعة للبنات لا في الرياض ولا في غيرها من المناطق، وقد سبقني الأستاذ عبدالله أبو السمح في طرح هذا التساؤل منذ أسابيع أملا في أن تصبح جامعة نورة مفتوحة للجنسين خاصة أنه لا توجد تخصصات نسائية صرفة تستحق أن يقام لها جامعة لوحدها، إنني آمل أن يعاد النظر في هذا الأمر الهام لتكون الجامعة للبنين والبنات مثلها مثل بقية الجامعات عندنا وفي الدنيا كلها ونقاش هذا الأمر الآن مهم حتى لا ينتهي مشروع مبانيها إلا وقد بت فيه بما ينسجم مع الدور الهام للتعليم الجامعي في التطور والنهضة فهذا الموضوع أهم وأخطر من مشروع التسخين فإذا كان هذا المشروع يعد الأكبر من نوعه في العالم فإن الجامعة هي الوحيدة من نوعها في العالم، والفرق بين الأمرين كالفرق بين من يجري إلى الأمام ومن يجري إلى الخلف.