ليس شرطا أن يكون البعيد عن عيون الرقابة الاجتماعية والأمنية في مأمن من انكشاف أمره وفضح جرائمه في حين أن القرب من الدوائر التي تقع تحت الأنظار على مدار الساعة قد يوفر حماية مثالية لا يحلم بها المجرمون لذلك يطبق محترفو الإجرام نظرية اقرب أو اقترب من الخوف تأمن.. من يصدق حادثة القبض على إمام مسجد وافد يروج لعملة مزيفة وعثور رجال الأمن في موقع الجريمة على خمسة ملايين دولار مضروبة.. إمامة المسجد كانت بمثابة الستار القوي لنشاطه الإجرامي.. واستخدام الدين لتمرير الخطط الشيطانية بات أسهل الطرق وأيسرها وهو ما أغرى فئة دفعها الجشع والطمع للوصول إلى تحقيق أهدافها بالتواجد في أماكن العبادة والجمعيات الخيرية.. خبر أوردته وسائل الإعلام يؤكد رواية قبض رجال الأمن على وافد يدير شبكة دعارة متمتعا بغطاء ديني وفره له عمله مؤذنا في مسجد.. وخبر آخر يميط اللثام عن شبكة متورطة في ترويج المخدرات تستخدم المسجد للتسترعلى تحركاتها.. منذ وقت مبكر درس بعض الأجانب الوافدين لبلادنا المجتمع السعودي بعناية فائقة وحفظوا نقاط ضعفه عن ظهر قلب واستخدموها كمنافذ توصلهم لما يريدون.. لم يجدوا أضعف ولاأهش من العاطفة الدينية الجياشة والمندفعة في بعض الأحيان.. والحصانة الممنوحة لكل من يعمل في الوظائف الدينية والخيرية.. عاطفتنا التي تجبرنا على الحكم على الأشخاص ومدى صلاحهم ونزاهتهم وورعهم وتقواهم بمجرد النظر للشكل الخارجي فقط وثقتنا بكل من هب ودب فتحت الباب للبعض ليركزوا نشاطهم بدهاء واحترافية إجرامية وسط المناطق المكتظة بالسكان وتحديدا في بيوت الله والجمعيات الخيرية والتي وفرت لهم الأغطية الكافية ومنحتهم الثقة والرضا والمباركة طالما أنهم يظهرون بمظاهر خارجية لا تعكس مخابرهم المريضة ونواياهم السيئة ووراء تلك السواتر المصطنعة يجمعون المال من الناس على أنه تبرعات لأعمال الخير بينما يتم تحويلها للجماعات الإرهابية المجرمة.
هذا الوضع يقودنا لتساؤل موجه لوزارة الشؤون الأسلامية.. متى تتحرك الوزارة لإبعاد من تحوم حولهم الشكوك من العمل في المساجد في المدن والقرى والأرياف؟ وهل وقف موظفو الوزارة على مواقع المساجد وكشفوا عن أمر الغرف الملحقة بها لإبعاد أي شخص لا يحمل صفة رسمية عن بيوت الله، رضي من رضي وسخط من سخط فأمن الوطن لايساوم عليه.