ثمة تقليد أو موضة ـ سمّها ما شئت ـ بدأت تستشري خلال السنوات الماضية في الأوساط التعليمية النسائية.. أعني الطالبات.. قبل بداية الاختبارات تقوم الطالبات بجمع مبالغ مادية.. لا أحد يعلم من الذي يحددها.. تلتزم بها الطالبات المتوقع تخرجهن في الثانوية العامة.. تبدأ الترتيبات منذ بداية الفصل الدراسي الثاني غالبا.. يتم استئجار قصر أفراح.. تجتمع الطالبات.. كل طالبة يأتي معها عدد من قريباتها.. سمة هذه الاحتفالات البذخ والبهرجة الزائدة عن الحد.. موائد وبوفيهات مفتوحة وورود وحلويات واستعراض باللباس وتسريحة الشعر والماكياج.. وفرق نسائية.. وهيصة.. ورقص ونجحنا والله وفقنا.. والسلام ختام!
هذه الاحتفالات قد تكون مناسبة فرح.. ونشر الفرح مطلوب.. لكنها لدى عدد لا يستهان به تعتبر مناسبات حزن وغم وهم..
ليست كل الطالبات يمتلكن المقدرة المادية للدفع.. هناك طالبات فقيرات.. هناك طالبات يتيمات.. بعض الطالبات ينتمين لأسرة بخيلة لا تدفع..
من حق الإنسان أن يتصرف كيفما يشاء طالما أنه وحده من يتحمل التكلفة والنتيجة.. لكن أبداً ليس من حقه أن يجبر الآخرين على مجاراته في تقاليده أو مظاهره..
الحلقة المفقودة في هذه الحفلة هي المدرسة نفسها.. تركن إلى الموقف السلبي.. أغلب المدارس تلزم الحياد.. لا منع.. لا نصح.. لا توجيه.. لا توعية..
أنا لا أسأل الآن كيف ومن أين جاءت هذه التقاليد والمظاهر الفارغة؟ ـ ولا أسأل كيف تحتفل طالبة بنجاحها قبل الاختبارات؟ ولا أسأل ماذا لو لم تنجح؟!
فقط أنا أسأل: ماذا عن طالبة يتيمة أو فقيرة لا تملك المال؟!
السؤال موجه لكم وليس للوزارة.. لو سألنا الوزارة ستخلي مسؤوليتها!