ما أوضح رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك 'عبدالله بن عبدالعزيز' وهو يبارك مشروع السيارة السعودية 'غزال1'، الذي تبنته 'وزارة التعليم العالي'، ممثلةً في 'جامعة الملك سعود'! وكأن 'ملك القلوب' أراد أن يحيي الملايين التي ابتهج

ما أوضح رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يبارك مشروع السيارة السعودية غزال1، الذي تبنته وزارة التعليم العالي، ممثلةً في جامعة الملك سعود! وكأن ملك القلوب أراد أن يحيي الملايين التي ابتهجت بالذكرى الخامسة لبيعته الميمونة المديدة ـ بتوفيق الله ـ ويقول لكل السعوديين: ماذا تريدون؟ اعملوا وستجدون مني كل الدعم! انطلقوا، وخططوا، وصمموا، ونفذوا ما شئتم، ولن تجدوا مني إلا المباركة لكل ما فيه خدمة هذا الوطن الغالي! وهي الرسالة التي يؤكد عليها ـ حفظه الله ـ في كل مناسبة تنموية من جازان إلى رفحاء، فما عذر السعوديين ـ كلٌّ في موقعه وبما يستطيع ـ إن لم يردوا التحية لهذا الملك العظيم ـ الذي جمع ملوك الأرض في عباءته المهيبة ـ إنجازاتٍ تشرف الوطن في كل محفلٍ، داخلياً وخارجياً، من جامعة الملك عبدالله إلى وكالة ناسا! ومن الدكتورة الشهيرة/ خولة الكريِّع، إلى المهندس الشاب/ رمزي لافي الأحمدي!
أما غزال1 فهي ليست أول سيارة سعودية، فقد سبقتها ف1 سنة 1980، التي صمَّمها بمفرده ميكانيكي اسمه فريد عسيري، وباركها صاحب السمو الملكي/ خالد الفيصل، أمير منطقة عسير حينها، ومازالت صور التقرير التلفزيوني الذي أعده وقدمه أستاذنا الوطني العريق/ أحمد عسيري وفتها برضو، تلوح في الذاكرة بعد النسيان!
ولكن الفرق بين السيارتين يجسد التطور التخطيطي العملي، من الاجتهادات الفردية المشكورة، إلى الجهود المؤسساتية المطلوبة؛ حيث جيَّشت جامعة الملك سعود كل كراسيها، وفجرت كل طاقاتها البشرية، من جميع التخصصات الفنية والإدارية والمالية؛ لإنجاح هذا المشروع! ولقد وفق المسؤولون في اختيارهم أن تتلخص الجهود في تصميم وإنتاج سيارة وليس تلفزيوناً مثلاً؛ فالسيارة ترمز للانطلاق من ثقافةٍ: لم تكن تخجل من تناقضها بين حاجتها الماسة للصناعة، ونظرتها العنصرية الدونية لمن يمارسها! إلى ثقافةٍ: تعي جيداً أننا لن ننتقل للعالم الأول إلا بالصناعة! والسيارة تعني: السير نحو هدفٍ أسمى، وشق الطريق مهما كلَّف الأمر، نحو سؤال تطرحه الجامعة على نفسها أولاً هو: ماذا بعد سيارتنا المباركة غزال1؟ والإجابة لابد أن تكون في سؤال آخر: كيف تم إنتاج غزال1؟ هل تم بسياسة الكرسأة التي تنتهجها الجامعة لتحسين موقعها في تصانيف الإنترنت؛ فهذا كرسي لأبحاث المكينة، وآخر لأبحاث الدفرنس، وثالث لأبحاث الشكمان؟ أم أنها تعرف أن كل قطعة لابد من إقامة مصنعٍ لإنتاجها؟ وكل مصنع يعني آلاف الوظائف للشباب السعودي، وملايين الفرص لتنويع موارد الدخل الوطني؟
كم هي عظيمة رسالة البيعة العبدلية، وكم هو متعب مجرد التفكير في تنفيذها!