في حين تواصل فرق الدفاع المدني بالطائف بحثها عن طفل الطائف المفقود منذ 18 يوما عبر الفرق الأرضية والطائرة العمودية التي تقوم بتمشيط المنطقة من الجو، علمت الوطن أن أسرة الطفل تسكن في جبال مقسى الوعرة وتعيش وضعا معيشيا مأساويا للغاية بالرغم من محاولة مكتب الضمان الاجتماعي في ميسان انتشال الأسرة ومساعدتها بتأمين سكن مناسب في منطقة مأهولة بالسكان ليعيش أبناؤها حياتهم الطبيعية ويلتحقوا بالمدارس.
وتقطن الأسرة التي تمتهن تربية الماعز في منطقة جبلية لا يمكن الوصول إليها إلا سيرا على الأقدام داخل غرفة مبنية من الحجارة لا يتجاوز قطرها مترين ونصف المتر، بينما تستخدم الحمير كوسيلة نقل لجلب المياه من الآبار، والمعيشة من أقرب موقع تصل إليه المركبات في حين يتعذر وصولها لمقر سكن الأسرة الذي اختاره ربها بمحض إرادته.
الرحلة من ميسان إلى موقع منزل الأسرة الذي يبعد نحو 50كلم غربا فيها مغامرة كبيرة إذ لا بد من تجاوز عقبة كبيرة غير مسفلتة يبلغ طولها 15كلم ومن ثم التخلي عن المركبة وقطع جزء من المسافة يقدر بـ 6كلم تقريبا سيرا على الأقدام.
وعلمت الوطن أن مكتب الضمان الاجتماعي تفاعل مع وضع الأسرة المعيشي وقدم عروضا متكررة لرب الأسرة الذي يبلغ من العمر 79عاما لكي ينتقل من السكن في هذه المنطقة الموحشة التي لا تصل إليها المركبات ولا يسكنها غيره وأسرته المكونة من زوجته الثانية وأطفالها الستة 3 أولاد و3 بنات أكبرهم سالم المفقود وهو لا يتجاوز عمره 6 سنوات، لكن رب الأسرة يرفض ذلك بشدة غير مبال بمستقبل أسرته التي تشكو سوء المعيشة وغياب التعليم.
وجدد المكتب بعد فقدان الطفل عرضه لرب الأسرة من خلال إيفاد الباحث الاجتماعي بالمكتب مبارك السالمي قدم عرضا للمسن بالانتقال إلى منطقة ميسان أو أي منطقة يريدها، على أن يقوم مكتب الضمان الاجتماعي بتأمين سكن مؤثث له ولأطفاله، إضافة إلى ما يستلمه من إعانة شهرية من الضمان تقدر بـ 3988 ريالا خلاف الإعانات السنوية ومساعدة أخرى شهرية تقدم لزوجته، إلا أن رب الأسرة رفض العروض بقوله دعوني أفكر.
وقال السالمي لـ الوطن إن وكالة الضمان الاجتماعي تكفلت بتأمين منزل للأسرة التي يحظى وضعها بمتابعة من مكتب الضمان الاجتماعي في ميسان، إلا أن رب الأسرة يصر على البقاء في المنطقة التي يصعب العيش فيها.
وكان مدير الدفاع المدني في محافظة الطائف العميد محمد بن رافع الشهري قد أشار في تصريح إلى الوطن أن فرق الدفاع المدني تعمل بنظام المرابطة في المواقع مواصلة البحث عن الطفل المفقود الذي لم يبلغ عنه ذووه إلا بعد غيابه بـ 10أيام، مشيرا إلى أن الطفل سبق أن تغيب عن أسرته لمرتين متتاليتين وتم العثور عليه.