بدأ عكاشة حياته مع الضباط الأحرار وأسس للثقافة المصرية بعد ثورة يوليو
يشيع المثقفون والعسكريون المصريون اليوم جنرال الثقافة المصرية الدكتور ثروت عكاشة الذي وافته المنية أول من أمس عن 91 عاماً، بعد صراع مع المرض بأحد مستشفيات القاهرة.
ومن المتوقع أن يتقدم المشيعين رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ورئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري وحشد من المثقفين والمفكرين والكتاب ورجال الدولة، وذلك في جنازة رسمية تنطلق من مسجد آل رشدان التابع للقوات المسلحة في مدينة نصر شرق القاهرة.
ويعد عكاشة أشهر وزراء ثقافة مصر في النصف الثاني من القرن العشرين، ومؤسس ومؤصل لثقافة مصر في مرحلة ما بعد ثورة يوليو 1952.
ووصف عكاشة بجنرال الثقافة المصرية لخلفيته العسكرية ولكونه أحد الأعضاء البارزين في تنظيم الضباط الأحرار الذي قام بثورة يوليو 1952 ضد النظام الملكي في ذلك الوقت، غير أنه اختار عالم الثقافة فضاء لطموحاته وإبداعاته بعيدا عن الصراع على السلطة بين صفوف الضباط الأحرار، فقد حصل على دبلوم الصحافة من كلية الآداب في القاهرة والتحق بجامعة السوربون الباريسية التي منحته الدكتوراه في الآداب عام 1960، وفي العام نفسه عين وزيرا للثقافة في مصر، وقد عمل أستاذا زائرا في الكوليج دو فرانس، كما تولى رئاسة اللجنة الثقافية في معهد العالم العربي بباريس.
وشغل عكاشة عضوية المجلس التنفيذي في اليونسكو وعضوية المجمع الملكي البريطاني لبحوث الحضارة الإسلامية، كما حصل على وسام الفنون والآداب الفرنسي والميدالية الذهبية لليونسكو على جهوده لإنقاذ معبد أبوسمبل بمنطقة جنوب أسوان بمصر.
كما نقل عكاشة إلى العربية عدة كتب هامة منها النبي لجبران خليل جبران ومسخ الكائنات وفن الهوى لأوفيد، كما أبدع موسوعة في تاريخ الفنون اهتمت بالفنون المصرية القديمة والعراقية والإغريقية والفارسية والتركية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، وعصر النهضة والعصور الوسطى.
ويرجع الفضل لعكاشة في وضع الأسس العلمية والعملية لمؤسسات وزارة الثقافة المصرية والتي تعمل بها وفي إطارها حتى اليوم، كما قام بتأسيس القطاع العام للسينما المصرية، وإنقاذ آثار النوبة، ومعبد أبوسمبل، وإنشاء قصور الثقافة، ومتحف محمود مختار، ومتحف مراكب الشمس، وتأسيس فرقة الموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية، والفرقة القومية للفنون الشعبية، والسيرك القومي.
بدأ عكاشة حياته ضابطا بالقوات المسلحة، ورئيسا لتحرير مجلة التحرير بعد ثورة يوليو، وكان ملحقا عسكريا بالسفارة المصرية في بون ثم باريس ومدريد، وسفيرا لمصر في روما في نهاية فترة الخمسينيات، ثم عين وزيرًا للثقافة والإرشاد القومي، ورئيسا للمجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.