أكثر المتفائلين لا يتوقع ان تتألف الحكومة العراقية قبل نهاية الصيف المقبل ،فيما اكثر المتشائمين لا يتوقع تشكيلها بالمدى المنظور.
لكل من المتفائلين والمتشائمين اسبابه ونظرته ،بالرغم من ان البرلمان العراقي سيجتمع اليوم في بغداد،وهي خطوة تصب في مصلحة غير الطرفين الآنفي الذكر، وتبشر بقرب تشكيل الحكومة،كما ان الاتفاق بين دولة القانون(المالكي) والوطني العراقي (عمار الحكيم ) تنسف نظرية المتشائمين والمتفائلين بحدود ، وتؤكد ان الحكومة آتية في اقرب وقت ولا ينقصها سوى الاخراج الدستوري لتبصر النور.
بعد أكثر من ثلاثة أشهر على انتخابات السابع من مارس،وفوز قائمة العراقية باكبر عدد من المقاعد ،لم يتم تكليف اياد علاوي تشكيل الحكومة ، باعتبار ان علاوي غير طائفي اومذهبي،وحشدت الصفوف والتحالفات المدعومة من خارج الحدود ،ضده لاخراجه،حتى من الباب الدستوري.
كانت تفجيرات الامس في بغداد ، مؤشرا خطيرا على ان ما تسعى اليه الاطراف المعرقلة لتشكيل الحكومة قد بدأت تحركا من شأنه إغراق البلاد مجددا في بحر من الدماء ، خاصة وان التفجيرات ترافقت مع الإعلان عن مقتل عمر البرقاوي نجل منظر تيار السلفية الجهادية في الأردن أبو محمد المقدسي، الذي كان مرشدا روحيا لزعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي ، واعتقال الساعد الايمن لعزة الدوري المتهم من قبل الامريكيين والعراقيين بانه يقف وراء التفجيرات في العراق،والممارسات التي بدأت ضد عناصر الصحوة في المناطق التي يسيطرون عليها ، وهذا يعني ان البلاد مقبلة على احداث امنية لا تقل خطورة عما حصل في الايام الغابرة.