على الرغم من الإعجاب الكبير بالعمل الذي قدمه البلجيكي إيريك جيريتس خلال مشواره مع الهلال، وعلى الرغم من المنهجية الجديدة التي أضفاها على طريقة العمل الفنية في أنديتنا المحلية، إلا أنني أرى أن ترك الباب مفتوحاً لرحيله مع انتهاء مشوار الفريق الهلالي في دوري الأبطال الآسيوي ليس قراراً مصيباً، وقد تكون له آثاره السلبية مستقبلياً على الفريق.
تأكيدات جيريتس انصبت على أن لديه هدفاً يريد تحقيقه مع الفريق، وهذا الهدف بمعناه الأشمل هو تحقيق البطولة الآسيوية التي ما زالت خزائن الهلال تفتقدها، أو المنافسة عليها على أقل تقدير، خصوصاً أن الهلال بلغ دورها ربع النهائي الذي سيخوض مباراتيه ذهاباً وإياباً في 15 و22 سبتمبر المقبل.
لكن الهلال، ومعه كذلك جيريتس لن يقنعا بخروج الفريق من ربع أو نصف النهائي، وسيكون تحقيق اللقب هو الهدف الأهم، وهو النجاح الحقيقي لكليهما، لكن تحقيق اللقب لن يأتي قبل 13 نوفمبر المقبل حسب الموعد المعلن من الاتحاد الآسيوي للعبة، ورحيل جيريتس عن الفريق في ذلك الموعد سيعني أنه سيترك في خضم الموسم المحلي، وفي عز منافساته، وبالتالي فإن البحث عن مدرب جديد، وحالة عدم الاستقرار التي ستحدث نتيجة تغيير المنهجية لن يكونا حتماً في صالح الهلال، ناهيك عن أن ظفر الهلال باللقب سيعني تأهله لخوض مونديال أندية العالم الذي سيقام في ديسمبر، وبالتالي سيكون على الهلاليين إما البحث عن مدرب جديد ليقودهم في هذه البطولة على أهميتها ـ رغم قصر الفترة الزمنية الفاصلة بين التتويج الآسيوي وانطلاقة مونديال الأندية ـ أو الإبقاء على جيريتس إلى نهاية مشاركة الفريق فيها إذا كانت ضمن الأهداف التي اتفق جيريتس مع مسيري الهلال على تحقيقها، وفي كلتا الحالتين سيكون على الهلال أن يواجه تغييراً حتمياً في وقت غير سانح وربما غير مفيد.
وحتى مع تحديد إدارة الهلال لتحقيق البطولة الآسيوية هدفاً، أو سقفاً للطموحات، فإن تحقيق هذه البطولة ـ وهو وارد لقوة الهلال وحضوره الطاغي على المستوى الخارجي ـ لن يكفي جماهير الزعيم العريضة، ولن يثنيها عن المطالبة ببطولات محلية أخرى لن يكون التفريط بألقابها مقبولاً. من الأولى للهلال أن يتفق مع مدرب يتولى إعداده والإشراف عليه طيلة الموسم بدل ترقبه تغييراً قد لا يأتي على هواه، ولا يلبي طموحاته.