المنظر العام لمصر مع استمرار فتح معبر رفح يزيدها جمالا وبهاء ومكانة.. وهو بالتأكيد يختلف عنه حال إغلاق المعبر لظرف سياسي أو أمني أو غيرهما. والثابت أن مصر مع فتح المعبر كبيرة جدا في كل شيء بغض النظر عن مشاهد القوافل الطبية وسيارات الإسعاف ودخول وخروج الإعلاميين وأعضاء البرلمان العربي.
مصر في ظل فتح معبر رفح أكثر هدوءا واستقرارا وأمنا, على عكس مصر المنكفئة أو المنغلقة على نفسها.
إعلام مصر مع فتح المعبر أكثر مصداقية وشفافية, وصحافتها كذلك, وجامعاتها أكثر إقبالا على الدراسة, وشوارعها أكثر انضباطا, وبيوتها أكثر اتساقا مع النفس.
مصر مع فتح المعبر أكثر تواصلا مع العالم على عكس ما روج البعض, وأكثر جذبا للسياحة على عكس ما زعم البعض, وأكثر رفضا للجريمة المنظمة وغير المنظمة على عكس ما أشاع البعض.
الخارجية المصرية مع فتح المعبر لها قبول, وبرلمانها له حضور, ومساعداتها الإنسانية تجدد دماء العروبة والإسلام في شرايين الأمة.
بنايات القاهرة مع فتح المعبر بما فيها مبنى جامعة الدول العربية ومقر اتحاد الأطباء العرب والمحامين العرب والكتاب والصحفييين العرب أكثر علوا وشموخا, وأمينها ونقباؤها أكثر صراحة ووضوحا.
الآن أصبح للكلام معنى, سواء ورد على ألسنة المسؤولين المصريين أو أعضاء البرلمان المتعاطفين أو الناشطين الحقوقيين. أصبح للمطالبة المصرية برفع الحصار عن غزة قيمة.
لقد استفادت مصر كثيرا وهي تفتح معبر رفح لأجل غير مسمى على جميع الأصعدة, ويكفي أنها جددت دمها وليس دم غزة وحدها, فبين الحين والآخر يحتاج كل كائن حي لتجديد دمه إذا سنحت الفرصة, وقد كان.. تدفق الدم من جديد في شرايين الدبلوماسية المصرية, وخرج وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط بتصريح يقول فيه إن الإهانة الإسرائيلية الأخيرة لا ينبغي أن تمر مرور الكرام. هذا هو الكلام .. حتى وإن كان مجرد كلام, ففي وقت مضى عز الكلام.