مهما بلغ عمق الأسف الذي قدمته عميدة الصحافة الأمريكية هيلين توماس ستظل مقولتها التاريخية عن ضرورة خروج اليهود من فلسطين مقترنة بها وبكل أصوات العدل والسلام الحقيقية في العالم.
مهما بلغ عمق الأسف الذي قدمته عميدة الصحافة الأمريكية هيلين توماس ستظل مقولتها التاريخية عن ضرورة خروج اليهود من فلسطين مقترنة بها وبكل أصوات العدل والسلام الحقيقية في العالم. والذي حدث أن سيدة الصحافة الأمريكية التي عاصرت رؤساء الولايات المتحدة منذ عهد الرئيس جون كنيدي اهتدت أو رأت أن حل القضية الفلسطينية يكمن في مغادرة اليهود لأرض فلسطين. وقد زاد من النقمة اليهودية على السيدة أنها حددت الدول التي ينبغي على اليهود العائدين من فلسطين البقاء فيها، وهي على الترتيب: بولندا وألمانيا والولايات المتحدة.. الدولتان الأوليان بحكم التاريخ الطويل والهجرة المستمرة، والثالثة بحكم الاحتضان والدعم. ومهما يكن من أمر الأسف العميق والاعتذار الأعمق, فقد جاءت رمية هيلين لتصيب الأوساط اليهودية في الولايات المتحدة بصدمة أعمق وأعمق.. ويقينا لو أن نقيبا عربيا أو رئيسا لهيئة صحفية عربية قال ما قالته هيلين, لما مرت الأمور مرور الكرام وسلمت من سهام الاتهام بمعاداة السامية والترويج للسادية. على أن المثير في اعتذار هيلين, أنها لم تدع أن كلامها تم تحريفه وأن مقالها تم اختصاره فظهر على عكس ما كان الغرض منه, والأكثر إثارة أن السيدة خلصت في نهاية الأمر إلى أنها تنتظر اليوم الذي يعترف به جميع الأطراف بالحاجة إلى الاحترام والتسامح المتبادل. ويا سيدتي العزيزة لقد اعترفنا وآمنا وغالينا في الرضا بالقليل دون أن يرد علينا الآخرون.. محونا مجرد التفكير في أي حل آخر غير السلام دون جدوى, اعترف إخوتنا الفلسطينيون بإسرائيل وجلسوا ينتظرن الفتات دون رد. في كل الأحوال نشكرك يا سيدة الصحافة الأمريكية وأنت تقدمين اقتراحك الموضوعي, ونشكرك ونقدر ظروفك وأنت تعتذرين وتعدلين الاقتراح, وسلام على أهل المهنة، وعلى روح الصحفي التركي الشهيد جودت كيليجلار، وعلى القلم الحر في كل مكان.