في ألمانيا كانت مشكلتنا في الطوارئ المخمورين من السائقين، وفي المملكة مشكلتنا في الطوارئ السكارى من السائقين بدون خمر! أليس الأمر مضحكا؟ أم هو بالأحرى مبكٍ؟ يقول القرآن أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون (لاهون غافلون) فاسجدوا لله واعبدوا.. كانت الممرضة ريناتا تقول (بالألمانية) في كل مرة وحوادث !! (Mohammed hat recht) ؟ السكارى تترى: محمد معه حق كنت أصحح لها في كل مرة بدون فائدة؛ إنها تنزيل من رب العالمين من فوق سبعة أرقعة وليست تأليفا من محمد صلى الله عليه وسلم. الآن بدأت الحكومة الإلكترونية، بتطبيق نظام ساهر للمخالفات المرورية، ويدي على قلبي، هل سينهار؟ أم يصمد ويقوى عوده فيصبح شجرة باسقة لها طلع هضيم؟ نظام ساهر الجديد هل هو ساهر فعلاً ؟ أم نائم؟ وهل سيسهر فعلا على تطبيق نظام صارم إلكتروني بدقة النانو، لقوم يجب تثقيفهم، ثم تثقيفهم، ثم تثقيفهم، بدورات وإعلانات وأفلام وإذاعة وتلفزيون ونداءات، قبل أن يسقط القانون كما سقط قانون فولستد، وفشل نظام وضع حزام الأمان؟ لماذا لا يضع الناس حزام الأمن إلا خوفا من شرطي؟ كثيرا ما أناقش الناس حول حزام الأمان.. لماذا لا تضعون حزام الأمان؟ يأتي الجواب مقلوبا؛ إنه يجعلني أموت حرقا، أو اختناقا معلقا بحزام لا فكاك منه أو خلاص! وحين الحصار بالنتائج والدراسات نصل إلى سد يأجوج ومأجوج فلا نملك له نقبا! يقول إنه قدر الله! الحذر لا يقي من القدر، والحزام لا يقدم ولا يؤخر في منع الأجل والحادث.. نحن هنا إذا أمام عقلية تحتاج إلى (تحديث) أو لنقل (إعادة تصنيع)! عمر رضي الله عنه يعجبني جدا في اجتهاداته؛ تأملوا وقائع من تفكيره. الأولى في سواد العراق، والنقاش حول تقاسم أراضٍ خصبة لا يحدها بصر، وهم يقولون إنها غنائم لنا فيها أربعة أخماس تطبيقا للآية، وهو يرى أنه أمر جديد يحتاج فقها جديدا، فيأتيهم بآية تقنعهم من سورة الحشر؛ أنها لثلاث طوائف منهم (والذين جاؤوا من بعدهم)!! لقد عرف عمر أنه لن يقنعهم بدون نص من حديث وقرآن؛ فأسعفه ذهنه بتوظيف النص بعد التماع الفكرة. والثانية في فهمه للحدود معلقة بالظروف الموضوعية؛ فأوقف حد السرقة بقطع اليد في عام الرمادة. ومنها تأثير الحمى في اتخاذ القرارات؛ فجاء في صحيح البخاري أن موقفه من طلب النبي صلى الله عليه وسلم كتابا يكتبه لهم، أن قال يكفيكم كتاب الله! والرابع في فهمه للمرض وانتشاره حسب قانون السببية؛ فلا يدخل الإنسان على بلد فيه طاعون، ولا يخرج منه خوفا منه، وأتى لهم بمثل من رعى الماشية في أرض خصبة وأخرى في أرض قحط والنتائج؟ وتحت هذا المفهوم الأخير يمكن فهم تطبيق حزام الأمان، كما جاءت نتائج الشرطةالأمريكية مختصرة في أربع كلمات؛ لم ننتشل جثة محزَّمة! أعجبني ما كتبه المودودي في تحليل سبب انهيار نظام فولستد في تحريم الخمر في أمريكا بعد تطبيقه الصارم بين عامي 1919 م و 1933 م ليسقط بعد أربع عشرة سنة، مقابل نجاح تجفيف الخمر في المجتمع الإسلامي الوليد بالتهيئة الثقافية العميقة..