أعاودك المتصدعُ يا جازان في يوم عرسك؟.. أم هدّدك الضنك على حين غفلةٍ من وقايةٍ تحميك؟.. أم هي الأسقام تتكالب عليك في يوم الاحتفال بنقاهتك؟.. أم إنه القدَرُ على يد أبنائك؟.. أم هو الحظ المتعثر تهربين منه فيأتيك مندساً بين هبّات الأمل وزخات الطموح؟.. أم أخذتنا الغفوة عنك، فتركناك بين أكوام النعاس؟!
ما بك أيتها الغالية.. هل أعيتك الجراح.. أم تعانين جحودي فتودين الرحيل؟.. كيفَ وأنتِ بحرٌ وسهولٌ وجبال.. أنت شُطآنٌ ورِيّ ورمال.. أنت فـُلٌ.. أنت أصدافٌ وحُليّ وجمال.. أما قال محمد: أهديك يا جازان وقتي بين ليلٍ ونهار.. وأجوبُ الأرضَ سيراً بين مُزنٍ ماطراتٍ أو غبار.. لك حبي.. أنت للدنيا مزار.. أنت أهلي.. فعلى من غيرك يا جازان أغار!..
إذا نظرنا إلى موقع جازان الجغرافي، وتأثره (صحياً) ببعض دول الجوار؛ فضلاً عن مناخها الحار الرطب طوال العام، وشبه القاري على المرتفعات.. فإننا ندرك مدى تعرضها لبعض الأمراض الوبائية؛ الأمر الذي يستدعي تعاون المسؤولين لبذل المزيد من العمل الشاق؛ ليستحيلوه يسيراً بفضل ما منّ الله به علينا من مالٍ وعقولٍ ووقتٍ ورجال، إذا ما أردنا ذلك.
كما يجب على الإعلام القيام بواجبه؛ فإن رأى فشلاً وتقصيراً فلا يسكت، وإن رأى عملاً ونجاحاً فلا يخرس.. والواجب يتحمله الجميع.
فلقد لاحظت- من خلال عملي الإعلامي، إضافة إلى كوني موظفاً بالصحة- تلك الجهود التي تبذلها المديرية العامة للصحة بجازان بإشرافٍ مباشرٍ وسعي حثيث من قبل مديرها العام الدكتور محسن بن صديق الطبيقي؛ من أجل محاربة الأوبئة والأمراض لجعل جازان بصحة وعافية؛ ونقدر له ولفريق العمل معه كل جهد يُبذل، ونشد على أيديهم.. كما نقدر لمدير عام الزراعة كل ما تبذله إدارته من أجل مواجهة فيروس حمى الوادي المتصدع الذي ينتقل- أصلاً- عن طريق الحيوان؛ وقد لمست بنفسي ذلك التعاون المثمر بين إدارتي الصحة والزراعة، فكان لزاماً عليّ أن أذكره في ظل إمكاناتي الإعلامية.. ولا يغفل أحدٌ الدور الذي كان للدكتور محمد الحازمي في اكتشاف هذا الفيروس، إذ يُعد مرجعاً في هذا الخصوص.
قلت:
مصيبة ألا تجمعنا المصيبة.