مكة المكرمة: علي العميري

مهنا اللحياني: مستندات المؤلف في بحثه لا تقوم بها الحجة

فصلت وزارة الثقافة والإعلام في الخلاف الدائر بين مهنا بن رجاالله اللحياني وعمير بن عويمر اللحياني على كتاب لحيان عبر التاريخ واعتمد وكيل الوزارة المساعد للإعلام الداخلي عبدالعزيز العقيل الدراسة التي قدمها له أحد العلماء الموثوق بهم في هذا الشأن ووجه فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة بإبلاغ الطرفين المؤلف والمعترض بالملحوظات والتوصية للأخذ بها.
وشملت الدراسة التي حصلت الوطن على نسخة منها موضوع العلاقة المزعومة بين لحيان من هذيل في ضواحي مكة، ومملكة لحيان القديمة في منطقة العلا وهذا جوهر الموضوع، مبينة أن مؤلف كتاب لحيان عبر التاريخ اعتمد القول بأن مملكة لحيان التي قامت في منطقة العلا في القرن السادس قبل الميلاد تعود في أصولها إلى قبيلة هذيل العدنانية وهذا القول ضعيف وغير واقعي للأسباب التالية:
1 ـ إن الأدلة التي ساقها ليست أدلة علمية ولا مقنعة للباحثين لكنها أقوال كتّاب متأخرين وغير محققين لهذه المسألة أمثال عاتق بن غيث البلادي في كتابه معجم قبائل الحجاز، وعمر رضا كحالة في كتابه معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، وأحمد عبدالله عبدالكريم في كتابه هذه العلا بين الماضي والحاضر
2 ـ إن استنتاجه المبني على حساب الأجيال الذي حاول من خلاله الاستدلال بسلسلة الجدود لمعرفة زمن الجد اللحياني ليس دقيقاً ولا مقبولاً علمياً لأنه جعل متوسط الأعمار 85 سنة بدلاً من 33 سنة، وهذا خروج على القاعدة المعروفة في حساب الأجيال، حيث استخدمه المؤلف من أجل الوصول إلى ما يريده.
3 ـ إن كثيراّ من الكتّاب والباحثين سبق أن ردوا عليه، وساقوا الأدلة المنطقية والعلمية على بطلان هذا القول، ومن ذلك مقالان منشوران في صحيفة عكاظ لمسفر العميري الهذلي، ومقالان مطولان في مجلة العرب للباحث راشد بن حمدان الأحيوي بعنوان نقض القول بصلة لحيان بن هذيل بلحيان العلا وغيرها وعند مقارنة ما أورده مؤلف لحيان عبر التاريخ وما جاء في الردود المشار إليها أعلاه يتضح أن المؤلف لم يوفق في هذه القضية، وأن ربطه بين لحيان هذيل ومملكة لحيان في شمال الحجاز لم يستند إلى أدلة علمية بل إنه يتجاهل الحقائق التي أوردها أصحاب الردود المعارضة له.
4 ـ إن نصوص الرحالة والمستشرقين التي سردها عن اللحيانيين أهل العلا تخص تاريخ مملكة لحيان ولا تشير إلى علاقتهم بلحيان الهذلية المعاصرة تصلح لإيرادها في كتاب مستقل عن مملكة لحيان العلا.
ووافق وكيل الوزارة في خطاب حصلت الوطن على صورة منه على استنتاجات الدراسة وتوصياتها و منها أن المعترض مهنا اللحياني محق فيما يتعلق بعلاقة لحيان من هذيل بمملكة لحيان العلا، إذ من الواضح أن ما استند عليه المؤلف عمير بن عويمر في هذا لا تقوم به الحجة، وأنه قول ضعيف ومرجوح عند مقارنته بما أورده الباحثون المشار إليهم أعلاه, من الأدلة التي تنفي وجود علاقة بين الطرفين.
كما ترى الدراسة أنه من الأولى إعادة صياغة ما أورده المؤلف عن مملكة لحيان في العلا أو حذفه، أو إصداره في كتاب مستقل يخص مملكة لحيان وتاريخها ولا يتعلق بقبيلة لحيان من هذيل.
وبين المعترض مهنا اللحياني لـالوطن أن الدراسة والتوصية منصفة وعادلة في كثير مما جاء فيها لا سيما ما يتعلق بالعلاقة المزعومة بين لحيان هذيل ولحيان العلا، فهي لم تشتمل على بقية الملحوظات التي أبداها، قائلا: إنه تقدم باعتراض يتضمن الملحوظات التي لم تشتمل عليها الدراسة، مطالبا أن يكون القرار المتعلق بالعلاقة المزعومة ملزما للمؤلف على أن يحول كامل الكتاب والملحوظات والردود إلى لجنة النظر في المخالفات التابعة للوزارة لإنصاف الجميع واتخاذ ما يلزم تجاه الكتاب والمؤلف.
من جهته وجه المشرف على الإعلام الداخلي بمكة المكرمة أحمد السميري بإيقاف كتاب لحيان عبر التاريخ وتحريزه حتى تنتهي القضية كاملة.