تبوك: تركي الدوسي

مطالبات بتمديد دوام المراكز الصحية لفترتين.. وسرعة ترسية المشروع الجديد

نصف ساعة على الأقل، يجوب خلالها المراجع مستشفى الولادة والأطفال بتبوك الواقع وسط أقدم الأحياء ماراً بالشوارع الضيقة من حوله ليجد موقفاً لسيارته، ثم يدلف إلى المستشفى المزدحم بالمراجعين ليدخل بعد طول انتظار إلى عيادة الطبيب.
المستشفى الذي لا تتعدى سعته 50 سريراً يستقبل يومياً مئات الحالات من المراجعين، في الوقت الذي بقيت فيه عملية تطويره مستعصية على الرغم من الترميمات والغرف الملحقة بين أسوار المستشفى.
ازدحام.. وقلة أطباء
من قسم الطوارئ الذي يعمل به 3 أطباء فقط، وآخران في عنبري المرضى الوحيدين، ذكر المواطن خالد شافي الذي ينتظر دور دخول ابنته الوليدة إلى الدكتور منذ نحو ساعتين أنه يأمل النظر بعين الاعتبار من قبل صحة المنطقة في زيادة عدد الأطباء على الأقل في الوقت الراهن، وقال إن فترة انتظاري ستتجاوز ساعتين أيضاً.. فأمامي نحو 65 مراجعاً.
مقترحاً لحل الأزمة بـأن تكون فترة دوام المستوصفات في تبوك على فترتين صباحا ومساء، بدلا من فترة واحدة لتخفيف الازدحام على المستشفى الوحيد.
امرأة تمسك بين يديها طفلها الذي لم يبلغ عامه الأول وحالته حرجة.. تتساءل أين أجلس لأنتظر دوري كون غرفة الانتظار مكتظة بالمراجعات، مما جعلها تتجه صوب موظف الاستقبال علها تدخل إلى الطبيب، وهو ما رفضه الموظف.
ساعات انتظار
المواطن زياد خضر الذي لم يتمكن من إسعاف شقيقته في المركز الصحي القريب من منزلهم الذي يقفل أبوابه عند الساعة 3,30 عصراً، اضطر إلى إسعافها في مستشفى الولادة والأطفال، وقال إن المبنى المتهالك لا تجدي معه الترميمات والملاحق العشوائية فلا يصلح العطار ما أفسده الدهر، مطالباً بضرورة إنشاء مستشفى جديد يستوعب هذه الحالات المرضية التي تتزايد أعدادها يوما بعد يوم.
5 أجهزة
لا تتعدى الأجهزة الموجودة في غرفة صغيرة لإسعاف الأطفال الذين يعانون من حساسية الربو أكثر من 5 أجهزة تعمل على مدار الساعة لاستقبال أكثر من 100 حالة مرضية يتم تعقيمها من حالة لأخرى من قبل ممرضة واحدة وهذا يعكس قلة الاهتمام بهذه الغرفة الحيوية، وذكرت إحدى الممرضات -طلبت عدم ذكر اسمها- أن المستشفى يعمل بأقل من طاقته التشغيلية في النظافة وأضافت أنه من الضروري زيادة الأجهزة والعاملات من الممرضات وتخصيص إحداهن لعملية صيانة أجهزة الأكسجين وتعقيمها حيث فقدت بعض الأجهزة أجزاء منها بسبب كثرة الاستعمال وقدمها.
حالات غير طارئة
ومن جهته أرجع الناطق الإعلامي لصحة تبوك عودة العطوي أسباب الزحام المتواصل في مستشفى الولادة والأطفال وخاصةً فترة المساء إلى عدم لجوء المواطنين للمراكز الصحية الأولية في الحالات المرضية العادية، وأضاف أن المراجعين ليسوا جميعاً يحتاجون لمراجعة قسم الطوارئ في المستشفى.
وعن تمديد فترات الدوام في المراكز الصحية، قال إن فترات الدوام في المراكز الصحية في المدن لفترة واحدة فقط، ومنها مدينة تبوك أما في الهجر والقرى فإن الدوام لفترتين صباحية ومسائية، مؤكداً أن مشروع مستشفى الولادة والأطفال الجديد المعتمدة ترسيته سوف يتم البدء في إنشائه قريباً وعند تشغيله سوف يسهم في حل مشكلة المستشفى الحالي.
ونفى الناطق الإعـلامي لصحة تبوك أن يكون هنالك توجه لصحة المنطقة بتمديد دوام المستوصفات أو المراكز الصحية إلى فترتين في الوقت الراهن لتخفيف العبء، إلا أنه أشار إلى وجود دراسة من قبل صحة المنطقة لتخفيف العبء على مستـشفى الـولادة بتـبوك.
ضيق.. ومساحة ضائعة
وخلال جولة الوطن في أروقة المستشفى تبين أن إدارة المستشفى تحتل مساحة واسعة تكاد توازي مساحة العيادات الخارجية وقسم الطوارئ وعنبري التنويم، بالإضافة أن مرافق إدارة المستشفى مفصولة تماماً في الجهة المعاكسة لمرافق المستشفى الطبية وفي حالة مراجعة المريض للإدارة لا بد أن يخرج من حدود المستشفى للبـوابـة الأخـرى المؤديـة لهـا.
مدير مستشفى الولادة والأطفال الدكتور محمود أبو هاشم الذي لم يمض على استلامه مهام إدارة المستشفى أكثر من 3 أشهر ذكر أن برنامجه الإصلاحي لمرافق المستشفى قد يصطدم برداءة المبنى وضيقه، وقال إن طاقة المستشفى السريرية لا تتعدى 50 سريرياً منها 20 سريراً للأطفال والباقي لقسم ولادة النساء وهذا لا يكفي قياساً بعدد المراجعين الذي يصل في معدله اليومي لقرابة 600 مراجع تقريباً.
وأضاف الدكتور أبو هاشم نعمل جاهدين في ظل الظروف الحالية التي يمر بها المستشفى من زحام وخاصةً بعد الثالثة عصراً لتوفير احتياجات المستشفى من أجل زيادة الأسرة والعمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه في مرافق المستشفى، حتى يتم الانتهاء من مشروع المستشفى الجديد الذي ستتم ترسيته قريباً ويتسع لنحو 300 سرير التي تعتبر أيضاً غير كافية، وأبدى أبو هاشم أمله في أن يبقى المستشفى الحالي كما هو علية كمستشفى مساند.
اختناق مروري
يحيط بمستشفى الولادة والأطفـال 4 شـوارع من جهاته كافة بمسار واحـد وسط حي مكتظ بالسكان، مما سبب اختناقا مرورياً لكـون المستشفى يفتقر للمواقف الكافية للمراجعين، ولا يسمح بدخول السيارات الخاصة بالمراجعين إلا في الحالات الإسعافـية.. حيـث بـين مدير مرور منطقة تبوك العقيد محمد النجار أن أكثر الازدحام يأتـي من وقوف المراجعين أمام بوابة المستشفى بطريقة عشوائية في أغلب الأحـيان، وقال هنـاك دوريـة مناوبـة في هـذا الموقع على مدار الساعـة لفك الاختناقات المرورية وتنظيم وقوف سيارات المراجعين.