كانت دعوة الأمير خالد بن عبدالله للاستعانة ببيوت خبرة لتسويق الدوري السعودي في محلها، مصيبة الهدف بكثير من الدقة ووضوح الرؤية.
كانت دعوة الأمير خالد بن عبدالله للاستعانة ببيوت خبرة لتسويق الدوري السعودي في محلها، مصيبة الهدف بكثير من الدقة ووضوح الرؤية.
تخلى الأمير عن التعقيد والدعوات غير ذات الجدوى، وذهب ليؤكد أن الدوري السعودي الذي يعد الأقوى يحتاج إلى تسويق أفضل مما يحظى به، ليس انتقاصاً ممن يتولون ملف تسويقه حالياً، وليس هدراً لجهدهم واجتهادهم، ولكن لأن تسويق مثل هذه المسابقة لم يبدأ منذ فترة طويلة تكفل تراكم الخبرة لدى المضطلعين بهذه المهمة، ولم تضمن بعد قبول الفكرة لدى المستهدفين، ومن هنا فإن الاستعانة ببيوت متخصصة يعمل إلى جانبها شباب سعودي يمتلك قابلية الاستفادة ستكون أكثر جدوى للدوري، وستعود على فرقه التي تستحق فعلاً أن يكون لها حضورها أيضاً حتى في التفاوض على تسويق هذا الدوري بالفائدة والمصلحة.
وكانت دعوة الأمير خالد بن عبدالله في لقائه الخاص مع قناة أبو ظبي الرياضية لبدء خطوات عملية واقعية للخصخصة في مكانها الملائم أيضاً، بعد سنوات من الحديث عن هذا التوجه، وعن الرغبة في انتهاجه، وعن التأكيد على أنه قد يكون الحل الأمثل لنقل الرياضة السعودية إلى آفاق أكثر تطوراً.
وبدت فكرة الأمير خالد في تطبيق متدرج للخصخصة انطلاقاً من الأندية الكبيرة المهيأة أكثر من بقية الأندية لقبول هذا التطبيق فكرة خلاقة تستحق العناية، لأن توفر أرضية الخصخصة على مستوى الأندية الكبيرة ذات المنشآت المتقدمة، والتي تحظى برعاة، وجماهير، وقاعدة من المتابعة الإعلامية، يمكن أن يغري القطاع الخاص إذا ما تلمس إيجابيات التجربة واقعياً في اقتحام عالم الأندية طالما توفرت الحماية لاستثماراته.
وفي ملمح يستحق كذلك العناية يؤكد الأمير خالد أن الاعتماد على مبدأ المناقصات والحصول على السعر الأقل قد لا يكون الحل الأمثل على الدوام لتحقيق التطلعات سواء في الجانب الرياضي أو غيره، وهذه مسألة غاية في الأهمية، إذ لابد أن يوضع في الاعتبار مدى كفاءة صاحب العرض الأقل، ومدى التزامه بأداء العمل على الوجه المطلوب وفي الزمن المحدد، بدل أن يتعثر المشروع وندخل متاهة لها أول وليس لها آخر.
كثير من هذه القضايا التي فجرها الأمير خالد، تستحق التأمل، وتستوجب بعد ذلك العمل، فما أجمل الأفكار حينما تأتي مجردة عن المصلحة الخاصة، وما أصدقها حينما تلامس الواقع بلا تجميل ولا تجريح.