الحكومة الإسرائيلية 'لا تسعى إلا للهدوء والاستقرار والسلام'، ووزارة الدفاع 'لا تستهدف سوى استخلاص العبر'، والحدود مع الجنوب اللبناني 'لم تنعم بهدوء كهذا منذ سنوات طويلة'. ثلاث مقولات وردت أمس على ألسنة بنيامين نتنياهو وإيهود باراك ويائير غولان. بهذه النعومة والرقة قدمت إسرائيل للعرب والعالم مناورته

 الحكومة الإسرائيلية لا تسعى إلا للهدوء والاستقرار والسلام، ووزارة الدفاع لا تستهدف سوى استخلاص العبر، والحدود مع الجنوب اللبناني لم تنعم بهدوء كهذا منذ سنوات طويلة. ثلاث مقولات وردت أمس على ألسنة بنيامين نتنياهو وإيهود باراك ويائير غولان. بهذه النعومة والرقة قدمت إسرائيل للعرب والعالم مناورتها الكبرى المسماة  بـنقطة تحول 4.
 أما الأول فهو رئيس الحكومة الذي ينتظر العالم رحيله عن الحكومة حتى يمكن التفاهم على السلام الحقيقي, وأما الثاني فهو شريك فاعل في تقديم العبر للعرب والفلسطينيين على طريقة ما جرى في غزة وأما الثالث فهو اللواء الذي جاؤوا به للتعامل اللائق مع جنوب لبنان.
 في المقابل أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن رفضه خيار الكفاح المسلح حتى في حال فشلت المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.. والشيء المؤسف أن العالم سيقابل تصريحات الثلاثي الإسرائيلي بعين الرضا, ولن يهتم كثيرا بتصريح الرئيس عباس الذي سبق وأن قاله مرارا وتكرارا ليثبت للعالم أننا أهل سلام لا عدوان.
 إنه المنطق المقلوب الذي تعودنا عليه منذ أن عرفت القضية طريقها للمجتمع الدولي.. صواريخ المقاومة بشقيها الفلسطيني والللبناني تمثل الفزع الأكبر للعالم. وطائرات ودبابات وفرقاطات إسرائيل لا تعدو مجرد احتياطات أمنية لمواجهة الصواريخ. الأكثر إيلاما أن أحدا لن يهتم كثيرا بتصريح الرئيس عباس بل إن بعضهم قد يعتبره مناورة فيما سيعتبر الجميع تصريحات قادة إسرائيل قمة الحكمة والدعوة للسلام العالمي الجديد.