الرياض، الدمام، عواصم: محمد الحليلي، منصور الخميس، الوكالات

حقوق الإنسان تنتقد تقرير الدابي لتغييبه الحقيقة

كشف المراقب السعودي ضمن بعثة المراقبين العرب إلى سورية، الدكتور إيراهيم السليمان لـالوطن ظروف عمله في سورية، مشيرا إلى أنه عاش مواقف صعبة ولجأ عبر التواصل المستمر مع أحد المحافظين، ومسؤولين حكوميين لاتقاء شر الشبيحة، مؤكدا أن ذلك ساهم إلى حد كبير في حفظ أمنه الشخصي. وأضاف لولا تلك العلاقات التي أنشأتها لمصلحة العمل، لتعرضنا إلى ما لا تحمد عقباه، مبديا تحفظه على اختيار بعض المراقبين المشاركين ضمن اللجنة التي شكلتها الجامعة العربية، وقال إن بعض الدول اختارت أشخاصاً لا تؤهلهم طبيعة عملهم لأعمال المراقبة، فيما كانت مشاركة بعض الدول مجاملة، حيث خرج عمل بعض المراقبين عن إطار رصد الوقائع، والتحقق منها على أرض الواقع، وتسجيلها، ثم متابعتها.
وخرجت لجنة حقوق الإنسان العربية عن صمتها، وأعلنت أمس عبر بيان رسمي رفضها لتقرير رئيس بعثة المراقبين الفريق أول محمد الدابي، واصفةً ذلك التقرير بـالغائب عن البعد الحقوقي.
إلى ذلك، كثفت السلطات السورية حملاتها العسكرية في ظل تزايد الانشقاقات عن الجيش.


فندت لجنة حقوق الإنسان العربية في بيان أمس ما جاء في تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب حول الأوضاع في سورية الفريق أول محمد الدابي، واصفةً التقرير بأنه غائب عن البعد الحقوقي. وأكد نائب رئيس اللجنة هادي اليامي في تصريح لـالوطن أن تأخر لجنة حقوق الإنسان عن إصدار البيان جاء بسبب اجتماع اللجنة ودراسة ما قدمه اثنان من أعضائها المشاركين ضمن بعثة المراقبين من تقارير. وأشار إلى أن الوقت كان غير كاف للجنة مع ضعف الإمكانيات والترتيبات التي أدت إلى عدم الوصول لمزيد من الحقائق التي كشفها البيان.
وجاء في البيان تأكيد اللجنة على رصد انتهاكات إنسانية تمثلت في استخدام القوات المسلحة للقوة المفرطة والذخيرة الحية لتفريق المظاهرات السلمية، وتعرض المعتقلين لأنواع مختلفة من التعذيب مثل التعليق من اليدين لعدة أيام واستخدام العصي الكهربائية والإهانات اللفظية، فضلاً عن رصد اللجنة لآثار التعذيب الجسدي على بعض المعتقلين الأمر الذي يتعارض مع نص المادة (الثامنة) من الميثاق العربي لحقوق الإنسان. وأضاف البيان أن اللجنة رصدت أيضاً اعتقال عدد من صغار السن من فئة الأحداث الذين أفادوا بتعذيبهم وأظهروا آثار، ذلك فضلاً عن احتجازهم في مراكز الاعتقال لفترات طويلة.
وأكد البيان أن اللجنة تلقت الشكاوى من عدد من المعتقلين بوجود معتقلين آخرين بأعداد كبيرة في أماكن غير معروفة، فيما تلقت أيضاً عددا من البلاغات من بعض السوريين تتعلق بالاختفاء القسري لعدد من المواطنين منذ فترات طويلة. وقالت اللجنة في بيانها بناء على هذه الملاحظات، واعتباراً لمصادقة سورية على الميثاق العربي لحقوق الإنسان، ومن منطلق مسؤولياتها ومهامها المحددة بموجب الميثاق العربي، فقد قررت لجنة حقوق الإنسان العربية تشكيل فريق عمل من بين أعضائها لمتابعة ورصد كافة انتهاكات الحقوق الواردة في هذا الميثاق بالتنسيق مع الأطراف ذات العلاقة لإتمام هذه المهمة. كما أصدرت اللجنة توصياتها باعتبار الوقائع والتوصيات الواردة في تقرير لجنة المعتقلين وحقوق الإنسان جزءاً أساسياً من تقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية، وحثت الحكومة السورية على إطلاق سراح كافة المعتقلين والموقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة وتوفير فرص وصول الهيئات الحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى كافة أماكن ومراكز الاعتقال والتوقيف. كما حثت الحكومة السورية على تطبيق نصوص الميثاق العربي لحقوق الإنسان باعتبارها إحدى الدول المصادقة عليه.