جدة: يُمن لقمان

بعد سنوات طويلة من الالتصاق في البيت والسيارة والنادي والمنتخب.. سيجد الأخوان عبده وأحمد عطيف نفسيهما في مواجهة الضد والخصم والمنافس في اللقاء الذي سيجمعهما الخميس المقبل على إستاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة في الجولة الـ19 من دوري زين للمحترفين، حيث سيرتدي عبده قميص الاتحاد، فيما يلعب أحمد بشعار الشباب.
قضى الشقيقان سنوات عمرهما معاً، فكانا في فصل دراسي واحد في جميع المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم سجلا في كشوفات نادي الشباب، وعبرا جميع درجاته سوية (ناشئين وشباب وأولمبي وأول)، ثم ضمهما المنتخب السعودي الأول، وحتى إن تأخر أحدهما عنه، وجد نفسه يلحق بالآخر بعد أيام قليلة.
وحقق الشقيقان إنجازات مع الشباب بفرح مشترك، واعتليا منصات التتويج، فحققا بطولة الدوري لأول مرة معاً عام 2004، وكأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وواصلا رحلتهما سوية مع الأخضر في معسكراته المحلية والخارجية وشاركا في تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال جنوب أفريقيا 2010 والتصفيات الأولمبية في أثينا ودورات الخليج العربي.
سكنا بيتاً واحداً في الرياض، وكانا يركبان سيارة واحدة تقلهما إلى النادي لأداء التدريبات، لم يفرق بينها شيء حتى انضم الشقيق الأكبر عبده إلى الاتحاد قبل أيام، تاركاً أحمد وحيداً في بيته الأول الشباب.
ويتحدث قائد الشباب أحمد عن ألمه لفراق شقيقه عبده، فيقول لم يدر في بالي أنه سيأتي يوم أفترق فيه عن شقيقي الذي التصقت به طوال سنوات حياتي، ارتبطنا مع بعضنا في كل مكان، وشأننا كان واحداً حتى عند توقيع العقود، يحزنني أن يتوقف الحال بعد كل هذه الإنجازات والطموح، فيبتعد أخي عن البيت الذي يضمنا مع والدتنا وإخواننا والنادي الذي نتجه إليه بسيارة واحدة والمدينة التي تربينا فيها، لكن هذا هو حال كرة القدم التي قد تحدث فيها أشياء كثيرة لا تتمناها.
ويضيف لم أكن أتخيل أن الاسم الذي ارتبطنا به وجدانياً (الأخوان عطيف) سيتغير في الإعلام الآن ليصبح أحمد عطيف وعبده عطيف كل على انفراد.
ويتابع كان يوجهني بعد كل مباراة وينتقدني إن لم أقدم المستوى المطلوب لتطوير أدائي مستقبلاً، لقد استفدت منه كثيراً.
ويحكي أحمد مشاعر والدته على فراق ولدها، بقوله لم تكن الوالدة تريد أن نفترق لكن (تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن) عالم كرة القدم عجيب وغريب، كانت دائماً سعيدة بوجودنا في فريق واحد وتطمئن علينا ونحن سوياً في كل مكان، وحتى لو سافرنا مع المنتخب نعود بعد أيام معدودة، فأحست بألم وحزن شديدين عندما أبلغها عبده بانضمامه للاتحاد وبعده عن البيت وعنها، وكذلك عن أسرته الصغيرة التي تضم دانة وعبداللطيف.
بدوره يبدي عبده عطيف مشاعر مختلطة بين الراحة والاستقرار في فريق كبير مثل الاتحاد، وحزنه لفراق أهله، فيقول هذا هو حال كرة القدم، لم أكن أتوقع ما حدث قبل فترة ارتبطت بأحمد من خلال اللقب الواحد (الأخوان عطيف) وكذلك في النادي لمدة 9 إلى 10 سنوات، والآن فك الارتباط، وعلينا أن نتواجه في المباريات كخصمين، أتمنى له التوفيق فقد كان نعم الرفيق والصديق ولم يكن مجرد أخ.