شهد عدد المرضى نفسيا الذين يعالجون بالصدمات الكهربائية ارتفاعا حادا في السنوات الأخيرة. ففي عام 2003، أُعطيت أكثر من 15.000 صدمة كهربائية - وفي عام 2010، ارتفع الرقم إلى أكثر من 20.000 لكن بالنسبة لبعض المرضى يمكن أن يؤدي مثل هذا العلاج إلى الفقدان الدائم للذاكرة.
وهذا ما حصل للمدعوة سوساني يورجنسن، التي خضعت لصدمات كهربائية ضد الاكتئاب الذي كان لديها. وساعد العلاج في إزالة كآبة سوساني يورجنسن، ولكنه قضى أيضا على أجزاء كبيرة من ذاكرتها. هناك جزء قد اختفى من عامي 2007 و 2008. وعام 2009 تلاشى تماما، تقول سوساني يورجنسن لأخبار دي آر.
هارولد إي ساكيم، الأستاذ في معهد الطب النفسي في نيويورك وأحد الخبراء الرائدين في مجال العلاج بالصدمات الكهربائية في العالم، يقدِّر أن ما يصل إلى عشرة في المئة من المرضى الذين يتلقون العلاج بالصدمات الكهربائية يتعرضون لآثار جانبية خطيرة مثل التلف الدائم في الذاكرة.
هنا في الدنمارك، يشكك الباحثون في أن الرقم يمكن أن يكون عاليا لهذه الدرجة، ولكن هناك بعض المرضى الذين يشتكون من فقدان كبير للذاكرة، كما يقول أستاذ الطب النفسي في جامعة ارهوس، باول فيديبيك.
ويضيف فيديبيك أن هناك بعض المرضى الذين يصفون أنهم نسوا أشياء تعود في تاريخها إلى الوراء، وهذا قد يكون أمرا مزعجا للغاية، لكننا لا نملك تفسيرا جيدا لذلك، خلال تصريحه لأخبار دي آر.
أحد متخصصي الدنمارك الرائدين في مجال الطب النفسي، باول فيديبيك من جامعة آرهوس، بدأ في السعي إلى تدبير المال لتمويل ما يمكن وصفها بأكبر دراسة من نوعها حتى اليوم على صعيد العالم للآثار الإيجابية والسلبية للعلاج بالصدمات الكهربائية. وبهذا سوف نتمكن من القول بثقة أكبر بكثير ما إذا كانت الصدمات الكهربائية تُحدِث تغييرات دائمة وخطيرة في الدماغ أو لا. وسيصبح بمقدورنا أيضا أن نقول شيئا عن آليات المعالجة، أي السبب في أنها تؤثر بالشكل الجيد الذي نعرفه، كما يقول باول فيديبيك.
يسعى فيديبيك إلى إجراء تخطيط دماغي لمئتي مصاب بالاكتئاب المرضي قبل وبعد العلاج بالصدمات الكهربائية - ومجددا بعد ستة أشهر من العلاج.
ويعتقد باول فيديبيك أن إجراء الدراسة الاستقصائية سيكلف حوالي 5 ملايين كرونة. يشار إلى أن حزب الشعب الاشتراكي (س. ف.) سوف يدعم المشروع، إلا أن الطلبات التي قدمها إلى مؤسسات الدعم المالي، قد جوبهت بالرفض، ولكن لو تُرِك الأمر لحزب الشعب الاشتراكي، لجعل الجهات العامة تقدم المال لهذا المشروع، كما يقول الناطق باسم الحزب للرعاية الطبية النفسية، أوزليم سيسيك.