نتائج جائزة دبي للصحافة الاقتصادية تثير تساؤلاً كبيراً حول آلية اختيار الجائزة وأحقية الفائزين بها. ذلك أن عنوان الموضوع الفائز في فئة الصحافة الاقتصادية التي تعد إحدى أكثر الجوائز الإعلامية المرموقة في العالم العربي، يتناول 'الثروة السمكية'، وهو للزميل أحمد السباعي من الأهرام الاقتصادي.

نتائج جائزة دبي للصحافة الاقتصادية تثير تساؤلاً كبيراً حول آلية اختيار الجائزة وأحقية الفائزين بها. ذلك أن عنوان الموضوع الفائز في فئة الصحافة الاقتصادية التي تعد إحدى أكثر الجوائز الإعلامية المرموقة في العالم العربي، يتناول الثروة السمكية، وهو للزميل أحمد السباعي من الأهرام الاقتصادي.
ويستحق الزميل السباعي أن نبارك له بالجائزة المستحقة بلا شك من حيث استكماله لكافة المعايير المطلوبة وبحسب اللجنة.
ولكن أليس موضوع الثروة السمكية يشكل علامة استفهام للفوز بجائزة تمنح عن مادة صحفية لعام 2009، في الوقت الذي كان شهد فيه العام نفسه ذروة لأزمة اقتصادية عالمية لم يمر على العالم مثلها منذ الكساد الكبير عام 1930م.
من أبجديات النجاح الإعلامي هو عملية السبق الصحفي الذي يعني سرعة الوصول إلى جزئية تفصيلية لخبر ما حول مسألة وقتية مستحدثة يتطلع المتابعون لمعرفة آخر تفاصيلها وحيثياتها وتطوراتها، وهو بالفعل ما يمثل لبّ الإعلام ومطلب المتابع سواء بكافة وسائل الإعلام.
ويبدو أن هذا الشرط قد فات منظمي الجائزة التي لا أشكك هنا بجودتها وسعي الآلاف من الإعلاميين الاقتصاديين إلى الحصول عليها في المنطقة العربية. ولكنّ المستغرب هو أن تمنح جائزة لموضوع صحفي يكتب لمعالجة ملف غير آني وتعتبر من المشاكل الاقتصادية القديمة في العالم، بينما يتم تجاهل آلاف القصص والتقارير والتحقيقات التي حاولت البحث عن معالجات محلية وإقليمية ودولية لكارثة الأزمة المالية العالمية.
إنها الأزمة التي أدخلت بعض اقتصادات العالم رسمياً في مرحلة كساد لشهور ممتدة، وأدت إلى اضطرابات وانعكاسات لا تزال آثارها قائمة بانهيار آلاف البنوك والشركات وقيام أكبر تجمع اقتصادي عالمي مجموعة العشرين التي كانت السعودية بينها الوحيدة من المنطقة العربية، بحثاً عن حلول جنباً إلى جنب مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
الاقتصاديات المحلية في المنطقة العربية، أصابتها اضطرابات كادت تؤدي إلى عاصفة من الانهيارات. وهو ما دعا دول المنطقة إلى التحزّم وفرض إجراءات جديدة، وسن تشديدات إجرائية من قبل البنوك المركزية. بل تدخلت حكومات المنطقة لدعم أنشطة وقطاعات من مخصصات الأزمة كما حصل جليا في منطقة الخليج.
لست هنا لأحدد من يفوز بالجائزة، أو أدافع عن ضرورة وجود صحفي من السعودية ممن شارك فيها ، بقدر ما نريد أن نستقصي واقع التقييم ونضفي بعداً واقعياً ملامساً لحال المعالجة الصحفية اللازمة لحل هذه الإشكالية أو تشخصيها على أقل الأحوال وبشفافية.
أخيرا أهنئ الزميل أحمد السباعي من الأهرام الاقتصادي المصرية عن موضوعه «الثروة السمكية في دائرة الأزمة» لجائزة فئة الصحافة الاقتصادية.