حالة من الجدل يعيشها الوسط الفني في مصر هذه الأيام، بعد زيارة نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، لينقسم الفنانون ما بين مؤيد ومعارض لهذه الزيارة، وبالرغم من تصريحات عبدالغفور بأن الزيارة كانت بصفة شخصية وليست رسمية، إلا أن تصريحاته لم تنجح في إنهاء حالة الانقسام الدائرة بين الفنانين حالياً.
من جانبها أكدت الفنانة فردوس عبدالحميد، أن اختيار نقيب الممثلين لجماعة الإخوان المسلمين تحديداً لزيارتهم، سيعطي انطباعاً بأن هناك موقفا عدائيا بين الفنانين وتيارات أخرى، مما قد يُدخلنا في صراعات نحن في غنى عنها، مشيرة إلى أن تصرفات النقيب تسببت في إحداث شرخ كبير بين الفنانين، لافتة إلى أنه كان لا بد من الأخذ برأيهم قبل الزيارة باعتبارهم أعضاء في النقابة.
من جانبه اعترض الفنان عزت العلايلي على تلك الزيارة بشدة وقال النقابة مؤسسة سياسية وليست شركة، ولا يحق للنقيب التصرف منفرداً، مشيراً إلى أنه كان لا بد من عقد اجتماع لمجلس النقابة، وعرض الأمر على الفنانين، مؤكداً أن الزيارة ستفتح المجال للتدخل في العمل الفني.
أما المخرج محمد فاضل فقد وصف الزيارة بـالكمين الذي نُصب للفنانين، مشيراً إلى أن الفن لا بد أن يكون مستقلاً غير خاضع لجهة، ورفض مباركة الإخوان للمهنة قائلا، لم يحدث أن خضعنا على مرّ السنين لأحد بداية من الاتحاد الاشتراكي، وحتى الحزب الوطني المنحل. وعلى النقيض من ذلك اعتبر الفنان كمال أبو ريا أن الحملة الشرسة التي شنها البعض على نقيب الممثلين لزيارته مرشد الإخوان ضجة مصطنعة، وقال إن الهدف من الزيارة هو التواصل مع التيارات المختلفة، وهو أمر منطقي، خاصة بعد أن حصل الإسلاميون على أغلبية برلمانية، معتبراً أن الانقسام بين الفنانين أمر خطير.
من جانبه اعتبر المنتج محمد فوزي أن تواصل نقيب الممثلين مع الأحزاب والتيارات أمر مشروع، وأنها خطوة جيدة للدفاع عن المهنة، متهماً الإعلام بإثارة المخاوف لدى الفنانين، لافتاً إلى أن ما فعله النقيب محاولة لأخذ ضمانات لحرية العمل.فيما أكد عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية الفنان سامح الصريطي أن هذه الزيارة أحدثت انشقاقاً واختلافاً كبيراً بين أعضاء المجلس، بالرغم من أن القضية أبسط كثيراً من الضجة الإعلامية التي أثيرت حولها، مشيراً إلى أن الفنان لن ينزعج من تيار أو فكر معين، وحريته لا يستطيع أحد أن يحدها خاصة بعد الثورة.