مصادفة مؤلمة.. قرات لأخي العزيز الطبيب الأديب المتألق 'فؤاد مصطفى عزب' حكاية سيدة خليجية رآها في أحد المتاجر اللندنية تشتري ـ فيما يبدو ـ كل شيء قابل للشراء!.. وخلفها جيش من الخدم يملؤون ممرات المحل.. وهو ما دفع الكاتب للتساؤل: ألم تسمع هذه المرأة بكلمة اسمها (فقر).. ألم تشاهد يوما أناسا يقتاتون من

مصادفة مؤلمة.. قرات لأخي العزيز الطبيب الأديب المتألق فؤاد مصطفى عزب حكاية سيدة خليجية رآها في أحد المتاجر اللندنية تشتري ـ فيما يبدو ـ كل شيء قابل للشراء!.. وخلفها جيش من الخدم يملؤون ممرات المحل.. وهو ما دفع الكاتب للتساؤل: ألم تسمع هذه المرأة بكلمة اسمها (فقر).. ألم تشاهد يوما أناسا يقتاتون من صناديق الزبالة؟!
هذه السيدة الخليجية التي يتحدث عنها زميلنا فؤاد عزب، واحدة من كثيرات يعشن في هذا العالم متبلـّدات الحس والإحساس.. وُلدنَ وفي أفواههن ملاعق من كريستال وذهب.. وبالتالي لا يعرفن َما هو الفقر وما هو شكله وما هو لونه.. وما هي الأحاسيس المتزامنة معه، وما هو الجوع، وما هو الحرمان، وما هو البؤس؟!
وإن كان الزميل الكريم يرى أن ما بدّدته تلك السيدة الخليجية في ذلك المتجر يكفي لإطعام عدة أسر لمدة عام .. فأنا أكاد أجزم بأن ما تصرفه ـ بالقياس ـ في أحد مطاعم كان أو باريس أو ماربيا في ليلة واحدة مع صديقاتها، يكفي لتأمين مسكن محترم لعائلة فقيرة!
المصادفة كما قلت في البداية، أنه في نفس اليوم قرأتُ قصة محزنة لعائلة يطحنها الفقر على مدى عقدين من الزمن وتعيش حياة بدائية.. والدهم السبعيني ينام في السجن.. والعائلة تسكن في خيمة محاطة بشبك ..والأطفال يتوجهون لمدرستهم التي تبعد عن منزلهم عدة كيلو مترات، على ظهر حمار ـ إي والله حمار ـ وقد شاهدتُ صورته ـ يتناوبون ركوب الحمار حتى يصلون للمدرسة، ويربطونه بعيدا حتى لا يسخر منهم زملاؤهم أو يقومون بتصويرهم..
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.. أطفال صغار.. أبرياء.. يجلدهم الفقر وتنهشهم الحاجة ويُعذبهم الجوع ويُحاصرهم البؤس.. وسيدات هذا المجتمع ينفقن عشرات الملايين في متاجر أوروبا الفاخرة..
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.