الوطن

حتى وإن رأى كثيرون أنهم يستحقون بلوغ القمة وخوض نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، فإن المنطق يعلن أن الهلال والاتحاد هما الأحق بهذه القمة.

حتى وإن رأى كثيرون أنهم يستحقون بلوغ القمة وخوض نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، فإن المنطق يعلن أن الهلال والاتحاد هما الأحق بهذه القمة.
كلا الفريقين قدم نفسه كما يجب، فذهب الهلال لكل النهائيات واقتنص نصفها حتى الآن، وانتزع لقب بطولة الدوري، وكان الأسبق في انتزاع بطاقة العبور إلى دور الستة عشر لدوري الأبطال الآسيوي.
وذهب الاتحاد لوصافة الدوري، وأثبت أنه فريق من طينة الكبار الذين ينهضون كلما كبت جيادهم، فنجح بالعودة إلى سابق عهده ومستواه في المراحل الأخيرة، ووحدها الخيول الأصيلة تنجح في حسم السباقات في أمتارها الأخيرة.
في كلا الفريقين هناك مساحة للمتعة ومحيط للفرجة، فمجموعة يتحرك فيها كريستيان ويلهامسون ويؤازره تياجو نيفيز وبينهما يتلاعب محمد الشلهوب بالمنافسين، وينتظر ياسر القحطاني هداياها في المقدمة، فيما يذود أسامة هوساوي عن حماها في خط الظهر لابد أن تقدم الوجبة شهية كاملة الدسم، ومجموعة يقود زمامها ميدانيا قائد بحنكة وروعة محمد نور، ويطلق قذائفها البعيدة سعود كريري بكل التركيز، ويقود رأس حربتها الجزائري عبدالملك زياية بذكاء ولا أجمل لابد أن تقدم نفسها كما يجب أن يكون التقديم.
ولأنهما الأفضل في ساحة التنافس فقد صارت مواجهاتهما كلاسيكو يستحق المتابعة، ويُرجى انتظاره، لأنه يقيس مستوى الكرة السعودية صعوداً وهبوطاً، وبالتالي فإن المسؤولية كبيرة بحجم المناسبة، ومثيرة بحجم انتزاع اللقب.
ولأنهما الأفضل فإننا نتوقع أن تكون أمسية الغد تحفة فنية، فثمة جماعية مدهشة في أداء الهلال، وثمة انضباط يجعل من البساطة أن يجد اللاعب كل الطرق مشرعة لتمريراته التي تحرص على الدوام أن تتحرك لنقل الفريق إلى ملعب المنافس، وثمة تعدد كبير في مصادر التهديد للخصم تجعل مراقبة مفاتيح اللعب ضرباً من المحال.
وثمة روح وعزيمة وإصرار ورفض للاستكانة في الاتحاد، وهناك خطورة يصنعها زياية بارتقائه ورأسياته واختراقه، وهناك إدهاش وخلخلة يخلقها اقتحام وارد الحدوث في كل لحظة من محمد نور، لكنه اقتحام لا يأتي في زمن التوقع أو في إطار حسابات مدافعي الخصم، وثمة إرساليات تحمل طابعاً بريدياً يقولمع تحيات سعود كريري ، ربما تأتي على غير انتظار، ومن مواقع لا تدخل على الدوام خارطة الحسابات.
الهلال والاتحاد.. متعة الكرة، فهل نتابع فصلاً من فصولها اليوم؟