الرياض: معيض الحارثي

زبائنها 'رومانسيون' وسعر الواحدة 10 ريالات

وسط تأكيدهم بعدم علاقة نشاطهم بأعياد رأس السنة الميلادية، يسوق باعة متجولون الورود الحمراء أمام الإشارات الضوئية في الرياض، مستغلين رومانسية بعض الأزواج، وميلهم لورود طبيعية يهدونها إلى زوجاتهم، والعكس.
أمام العديد من الإشارات الضوئية شمال وشرق الرياض، رصدت الوطن العديد من الباعة جميعهم مقيمون يمسكون بحزم من الورود الحمراء، ويتجولون بها بين السيارات أثناء توقفها عند الإشارات، ويجدون إقبالا من بعض الزبائن الذين يحرصون على شرائها بأسعار تتراوح بين 5 و10 ريالات للوردة الواحدة.
ولوحظ أن جميع هذه الورود حمراء، ولا وجود للألوان الأخرى، وقال الباعة إن تسويقهم لها بدأ منذ قرابة شهر، وليس لها علاقة بالمناسبات التي تحييها بعض المجتمعات فيما يعرف بـأعياد الحب ورأس السنة الميلادية وغيرها، وتحفظ أحد باعتها ويدعى أحمد قاسم يمني الجنسية أثناء سؤال الوطن عن مصدر هذه الورود، والجهة التي تقف وراء تسويقها عند الإشارات، واكتفى بالقول إنها ورود طبيعية محلية تجلب من مدينة تبوك شمال غرب المملكة، وإنه يبيع الواحدة منها بسعر 10 ريالات، مشيرا إلى أنه يبيعها في بعض المواقع شمال العاصمة كالعليا، وشارع التحلية، وإن الإقبال ينخفض في بعض المواقع شرق العاصمة، وهنا يضطر لتخفيض السعر ويبيعها لبعض الزبائن بعد التفاوض بخمسة ريالات.
ولفت قاسم إلى أنه يبيع عشرات الورود يوميا، وغالبية زبائنه من الشباب الذين تكون زوجاتهم بصحبتهم، فيشترونها منه، ويسلمونها لزوجاتهم في الحال، وأحيانا يقوم بعض الزوجات بالدور نفسه ويدفعن ثمنها من حقائبهن، وذلك لإهدائها لأزواجهن، مشيرا إلى أن بعض الزبائن يسألون عن الألوان الأخرى، لكن المتوفر حاليا هو اللون الأحمر الذي تشتهر به مزارع تبوك.
وبسؤاله عما إذا كان يسوق هذه الورود في مناسبات محددة كأعياد الحب ورأس السنة أجاب بالنفي، وقال: إنه لا يعلم عن هذه المناسبات، ولا توقيتاتها، وأنه زمن بيع بضاعته يعتمد على توقيت إنتاج مزارع الورود، لكنه لم يستبعد أن يكون الإقبال اللافت من بعض الزبائن على شراء الورود في اليومين الماضيين اللذين سبقا نهاية العام الميلادي نوعا من الاحتفاء بالعام الجديد، مضيفا أن زبائنه يتنوعون بين سعوديين ومقيمين من جنسيات متعددة.
وفي أحد المواقع رفض بائع آخر تصوير الورود التي بحوزته، وحاول إخفاءها عن عدسة الكاميرا، وطلب عدم نشر الموضوع في الصحيفة دون ذكر الأسباب، وقال إنه يسترزق من بيعها، ويقدم خدمة للراغبين في شراء الورود بتوفيرها لهم عند الإشارات الضوئية دون عناء البحث عنها في المحلات.
أما الزبائن ومنهم الشاب عبدالعزيز الشهري فأشار إلى أن منظر الورود الحمراء جاذب لشرائها، وتقديمها للزوجات، فهي من الهدايا المحببة لدى الكثير من الأزواج للتعبير عن الحب، وتقدير الحياة الزوجية، وهي هدية رمزية تحمل في معانيها الكثير من المعاني.
واستبعد الشهري أن يكون تسويق هذه الورود في هذه الأوقات له علاقة باحتفالات رأس السنة، والدليل ـ كما يقول ـ إنه لاحظ بيعها أمام الإشارات منذ ثلاثة أسابيع.