أعلنت الحكومة السعودية أمس، أنها ستشتري 84 طائرة متقدمة من طراز اف 15 إس أيه المتطورة من الولايات المتحدة الأميركية.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الدفاع السعودية، في بيان صدر أمس، إنه حرصاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على توفير أفضل القدرات الدفاعية للقوات المسلحة السعودية بكافة قطاعاتها، فقد تم الاتفاق بين حكومتي المملكة والولايات المتحدة عبر برنامج المبيعات الخارجية في وزارة الدفاع الأميركية، على شراء 84 طائرة مقاتلة من نوع F - 15 SA المتطورة، وتحديث 70 طائرة من نوع F - 15 الموجودة حالياً لدى القوات الجوية الملكية السعودية.
وجاء في البيان أن الصفقة تشمل أيضاً شراء 70 طائرة عمودية قتالية من نوع أباتشي الجيل الثالث، و72 طائرة عمودية متعددة الأغراض من نوع بلاك هوك، و 36 طائرة استطلاع عمودية مسلحة من نوع إي إتش 60 آي، و12 طائرة عمودية من نوع أم دي 530 إف، مضيفاً أن الصفقة تشمل الذخيرة وقطع الغيار والصيانة والتدريب والمساندة على مدى سنوات عديدة لضمان حصول المملكة على أعلى مستوى ممكن من القدرات الدفاعية لحماية شعبها وأراضيها.
وكانت السلطات الأميركية أعلنت أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعتزم الإعلان عن صفقة ضخمة مع السعودية لبيع طائرات متقدمة من طراز اف 15 بقيمة 29.4 مليار دولار.
خطوة مهمة
من جانبه، اعتبر الأستاذ في الدراسات الإستراتيجية في جامعة باريس والمدير التنفيذي في مركز سيريس بالعاصمة الفرنسية الدكتور محمد السعدني، أن هذه الخطوة مهمة في التفوق النوعي لقوة القتال الجوية السعودية التي تمثل العمق في كتلة مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن هذه الطائرات تضاف إلى صفقة طائرات تايفون الجيل الخامس وغيرها من طائرات أواكس وطائرات التشويش الإلكتروني السعودية؛ لتشكل مع القوة الجوية لدول مجلس التعاون مصدر حماية كبيرة في مواجهة أي تهديد محتمل، موضحاً أن هذه الطائرة قادرة على حمل صواريخ أي إس أم المضادة للأقمار الصناعية.
وبين الدكتور السعدني لـالوطن، أن التفوق الجوي يمثل في العصر الحديث العنصر الحاسم في القوة العسكرية والقدرة على مواجهة الخصوم؛ خاصة مع وجود التايفون ضمن الأسطول السعودي، وهي طائرة تتميز بقدرتها العالية على استهداف أحدث الرادارات المستخدمة في كل دول العالم.
محاولات منع الصفقة
وكشف الدكتور السعدني أن إسرائيل حاولت منع هذه الصفقة لما فيها من إخلال بميزان القوى الإقليمي لصالح القوات الجوية السعودية لكنها فشلت أمام إصرار كل من الرياض وواشنطن للمضي قدماً في تطوير القوة السعودية، التي يراهن عليها العالم في ضمان أمن واستقرار منطقة الخليج الحيوية للاقتصاد والسلام العالمي، والتي أثبتت خلال السنوات العشر الماضية أنها حجر الزاوية في محاربة الإرهاب العالمي ودعم الحوار بين الأديان ومساندة الاقتصاد العالمي من خلال بث الاستقرار لأسواق النفط العالمية.
وأكد أن اختيار المملكة لطائرة متفوقة عملياً قليلة التكلفة تخدم على المستوى الإستراتيجي مثل طائرةF - 15 SA التي تعتبر الأهم حتى اليوم ضمن القوة الأميركية؛ لقدرتها بعيدة المدى في الوصول إلى أهدافها والعودة دون التزود بالوقود داخل عمق أراضي العدو لتحقيق ضربات خلف خطوطه تربك إستراتيجيته الدفاعية وتنهكه نفسياً.
تدعيم الدفاعات
فيما اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الغانم أن هذه الصفقة تأتي ضمن سلسلة من الصفقات الدفاعية الخليجية التي يمكن اعتبارها جزءاً من إستراتيجية تدعيم الدفاعات لدول مجلس التعاون.