علي فايع الألمعي

 لا أعرف الدكتور محمد الحازمي ولا الدكتور عوض القرني عن قرب، لكنني أعرف الدكتور عامر الألمعي والدكتور مطلق شايع، وأعلم أنّ فشل شخص في إدارة صالون أدبي سيقود إلى فشله في إدارة ناد أدبي!
كما أعلم أنّ كتابة أبيات شعرية مهلهلة غير قادرة على أن تدفع بعضو فاعل إلى جمعية عمومية في ناد أدبي!
كنّا نقول قبل اعتماد الجمعية العمومية في نادي أبها الأدبي: إنّ العبرة ليست بالكمّ، لكنّ العبرة دائماً بالكيف، وكنا نقول إنّ الأندية الأدبية ليس شرطاً أو واجباً أن تتحوّل إلى تجمّع إخواني أو سلفي أو ليبرالي أو علماني، لكنها بحاجة إلى أن تكون تجمعاً أدبياً، يرتقي فيه العضو بذاته، وينجز من خلال عمله الأدبي لا الديني ما يستطيع التواصل به مع الآخرين في بلده وفي بلاد العرب الأخرى إن أتيحت له الفرصة!
كنّا نقول إنّ الجمع بين أكثر من مسؤوليّة خطأ لم تلتفت إليه اللائحة وكان يجب أن تحسب حسابها الأندية الأدبية، فلا تقع فريسة سهلة للاستغلال، ولا تكون عرضة لتصفية الحسابات أو استثمار الأموال التي جلبت إلى الأندية الأدبية في لحظات انتقالية عسيرة!
كنّا نقول إنّ تطبيق الشروط التي فرضت في اللائحة على الأندية الأدبية أمر لا مفرّ منه، وبما أنّها شروط قاصرة، فعلينا أن نراعي تطبيقها، لنصل إلى الحدّ الأدنى من الرضا، فلا نُدْخِل غير الأديب، ولا نُبْعِد المستحقّ، لكن يبدو أنّ حسابات الأعضاء السابقين في نادي أبها الأدبي كانت هادفة إلى زعزعة الاستقرار الجزئي الذي كان في عسير، ويبدو أنّ تلك الحسابات قد ارتبكت بين صانعيها، فَعَلَت أصواتهم، وتعدّدت آليات الطعون لديهم!
قلنا إنّه لا حاجة لناد أدبي بطبيب يقتحم سكون الأديب، أو أكاديمي فشل في خلق جوّ ثقافي في الجامعة، ولا حاجة لناد أدبي بشيخ تشغله أشياء كثيرة في الحياة، وواجبات أهمّ من قراءة ديوان شعري، أو رواية أو مجموعة قصصيّة!
قلنا إنّ الأديب أحوج الناس إلى ناد أدبي يلتقي فيه مع أدباء من جنسه دون عُقَد، أو أحكام مسبقة، أو اعتراضات سطحيّة لا تتجاوز خيبة تنظيم أو خيانة تصويت!
قلنا إنّ محاضرة واحدة على منبر نادي أبها الأدبي في فوائد الصيام غير كافية، لتمنح شخصاً ـ أقام الدنيا ولم يقعدها ـ عضوية الجمعية العمومية في نادي أبها الأدبي!
ومازلنا نقول إنّ إدارة الأندية الأدبية أخطأت حين أسلمت أمرها لإدارة سابقة لم يكن همّها غير العدد، وكيفما اتّفق!
فهل تكون هذه الاحتجاجات الفئويّة في نادي أبها الأدبي بداية فعليّة لغربلة هذه الملفات التي قفزت إلى السطح دون وجه حقّ؟!