القريات: علي العطشان

حسبنا الله ونعم الوكيل.. بهذه الكلمات بدأ أفق التركي، نجل منير، أشهر معلم شاورما بالقريات، كلماته وهو يروي الساعات الأخيرة لمصرع والده على أيدي الشبيحة في سورية. ويقول أفق: كالعادة كنت أنتظر مجيء والدي من تركيا بشغف كبير، خاصة أنه معلم المحل ومحبوب من أهالي القريات التي يعمل فيها منذ 15 عاما، إلا أن الشبيحة اعترضوا طريقه في سورية وسلبوا مركبته منه وتركوه في العراء حتى وصل إلى الحدود السورية الأردنية حيث منعوه من المغادرة دون مركبته التي عبر بها الحدود.
ويضيف أفق: أبلغهم والدي بأن سيارته سرقت منه ولا يستطيع إعادتها، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل حتى استعان بصديق له في عملية البحث والتحري عنها فوجدها مصدومة. ويقول: الشبيحة طلبوا من والدي المغادرة ومع إصراره على استعادة مركبته، وبعد سيره بها بضعة كيلومترات انهال عليه وابل من الرصاص أرداه قتيلا في الحال. وقال أفق متسائلا والدي لم يكن له سوى علاقات المحبة في كل مكان فلماذا قتلوه؟، مؤكدا أن والده تُرك ينزف حتى مات، مشيرا إلى أن صديقا للعائلة ساهم في نقل جثمان والده لتركيا حيث دفن هناك.
يذكر أنه راج مقطع على اليوتيوب بين أهالي القريات يصور مقتل منير التركي، حيث عم الحزن شريحة كبيرة من الأهالي جراء خبر مقتله، وكان التلفزيون التركي، بحسب أفق، قد عرض مقطعا يصور اللحظات الأولى لإطلاق النار على والده قبل سقوطه وهو يسبح في بركة من الدماء.