رغم إصابتها بجلطة وأمراض مزمنة تسببت في عقد لسانها عن الكلام إلا أن كلمة واحدة هي التي تستطيع نطقها حمد اسم ابنها الذي يقبع خلف القضبان في سجن أبها العام. ومن الطبيعي إذا مررت بجوار بيت أم حمد أن تسمع صوتها الذي أنهكته السنون والمرض ينادي بضعف حمد، ومشكلة أم حمد أنها لا تستطيع رؤية ابنها لمرضها وتعذر نقلها إلى عنابر السجن للزيارة، والأنظمة التي تمنع الابن من الخروج استثنائياً لزيارة والدته المقعدة.
ويقول السجين حمد موظف حكومي إنه أدخل إلى السجن العام في أبها، على خلفية قضية مالية بشأن مبلغ يقدر بـ 250 ألف ريال لم يستطع الوفاء به، وفي أثناء سجنه تعرضت والدته المسنة إلى جلطة ألزمتها الفراش، فضلا عن حدوث مضاعفات صحية أخرى لها نتيجة إصابتها بأمراض مزمنة، وأجريت لها عملية جراحية لاستئصال المرارة. وأشار إلى أن خبر دخوله السجن زاد من تفاقم حالتها الصحية، ولم تستطع الكلام أو نطق أي كلمة غير اسمي الذي لا يبرح لسانها على الدوام، في ظل عجزها التام عن الحضور إلى السجن لزيارتي.
ويضيف حمد في ظل تلك الظروف طلبت من إدارة السجن السماح لي بزيارة والدتي ولو لساعات قليلة، بهدف التخفيف من معاناتها، إلا أن طلباتي قوبلت بالرفض القاطع رغم أنني موظف حكومي، وكان من الممكن تحصيل المبلغ المحبوس بسببه من راتبي من خلال الكفالة المالية عن طريق مرجعي.
وأكد حمد على ضرورة تفهم الحالات الإنسانية للسجناء وذويهم. وناشد حمد بالنظر في وضعه، ومراعاة ظروف والدته الصحية، كما وجه نداء إلى المعنيين في هيئة حقوق الإنسان بزيارته والوقوف على المعاناة التي يعيشها.
من جهته أكد مدير العلاقات العامة في إدارة السجون في منطقة عسير جمعان أبو هبشة أن إدارته خاطبت الجهة المعنية حيال وضع السجين، وصدرت التعليمات بأن السماح له بالخروج من السجن مرهون بكفالة غرامية بالمبلغ وأخرى حضورية.