المعارضة تحذر وتعتبره مراوغة من النظام
ابتعدت سورية عن الشرب من كأس مجلس الأمن المرة، بعد أن وقعت أمس على بروتوكول المراقبين الذي اقترحته الجامعة العربية، وهو ما اعتبرته المعارضة مراوغة من قبل دمشق، وأن الجامعة أتاحت لها التهرب من مسؤولياتها.
وفيما كان نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد يوقع البروتوكول مع نائب الأمين العام للجامعة العربية في القاهرة، كانت القوى الأمنية السورية تمعن في قتل المواطنين في عدد من المناطق، حيث كشفت مصادر المعارضة عن وقوع عشرات القتلى، والجرحى والمعتقلين، وهو الأمر الذي دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة لإتخاذ قرار يدين انتهاكها لحقوق الإنسان.
وإذ اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي بدمشق أن التوقيع جاء بعد إدخال تعديلات أخذا بمطالب دمشق، متهما دولا عربية لم يسمها بالمسؤولية عن إضاعة الوقت وأنها تسعى لتدويل الأزمة، قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون بعد مؤتمر للمعارضة عقد في تونس، إن التوقيع مجرد مراوغة لمنع إحالة الملف السوري على مجلس الأمن، وإن الجامعة أتاحت للنظام التهرب من مسؤولياته. ولم يستبعد غليون استخدام القوة إذا زاد استخدام العنف ضد المدنيين العزل، وطرح مسألة تدخل قوات ردع عربية إذا واصلت دمشق القمع.
نأت سورية بنفسها مرحليا عن عرض ملفها الأمني على مجلس الأمن، ووقعت بعد شهر ويومين من المماطلة على البروتوكول المحدد للإطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب إلى سورية، في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، وهو ما اعتبرته المعارضة مراوغة من قبل النظام وأن الجامعة أتاحت للنظام السوري التهرب من مسؤولياته.
ووقع البروتوكول عن الحكومة السورية نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، وعن الجامعة العربية نائب الأمين العام أحمد بن حلي بحضور الأمين العام للجامعة نبيل العربي.
واعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي بدمشق أن عملية التوقيع تمت بعد إدخال تعديلات أخذا بمطالب دمشق، مبينا أن السيادة السورية أصبحت مصانة في صلب البروتوكول والتنسيق مع الحكومة السورية سيكون تاما. واتهم دولا عربية لم يسمها بالمسؤولية عن إضاعة الوقت وأنها تسعى لتدويل الأزمة. وأضاف التوقيع بداية تعاون مع الجامعة وسنرحب ببعثة المراقبين في وطنهم الثاني سورية. وشدد على أن الموقف الروسي من بلاده لم يتغير، مؤكدا أن دمشق وقعت البروتوكول بناء على نصيحتها.
وأكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن البروتوكول لم يدخل عليه تعديلات سوى كلمة أو كلمتين مثل كلمة المدنيين التي تحولت إلى مواطنين عزل. وأضاف أن البعثة تضم شخصيات من منظمات غير حكومية وممثلين لحكومات، ستذهب لأماكن متفرقة في سورية، حيث يزورون أكثر من 100 موقع. وفي تونس، اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض أمس التوقيع مجرد مراوغة لمنع إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن. وأن الجامعة أتاحت للنظام السوري التهرب من مسؤولياته. وقال رئيس المجلس برهان غليون في ختام اجتماعات المجلس في تونس يدل كلام المعلم على أنه ليس في نيتهم تطبيق أي مبادرة. ولم يستبعد غليون استخدام القوة إذا زاد استخدام النظام العنف ضد المدنيين العزل. وطرح مسألة تدخل قوات ردع عربية إذا واصلت دمشق القمع. وأكد أن هناك دولا أوروبية دخلت في اتصالات مع النظام السوري لتأمين خروج آمن للأسد مقابل تنحيه عن السلطة.
وفيما تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدين انتهاكات حقوق الانسان في سورية، أفادت الهيئة السورية عن سقوط 20 قتيلا بنيران قوات الأمن أمس، فيما تم الإفراج مساء أول من أمس عن المدونة الأميركية السورية رزان غزاوي التي أوقفت قبل أسبوعين، بعد أن دعت الأسد إلى التنحي لإنقاذ سورية من الحرب الأهلية.