العثمان لـ'الوطن': الضعف في الرياضيات أدى إلى التجمع والنتائج جعلت الطلاب يندمون
تعهد عميد السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز العثمان بعدم حدوث تجمعات طلابية احتجاجية في الفترة المقبلة، عبر تكريس وانتهاج سياسة الأبواب المفتوحة وسماع الشكاوى والملاحظات عبر أكثر من طريقة.
وأرجع سبب تجمع الطلاب إلى الضعف العام في مستوى طلاب المملكة في الرياضيات، وخوفهم من النتائج التي قد تكون سلبية ستؤثر على مسيرتهم التعليمية.
وأبدى العثمان امتعاضه من تداول المواقع الإلكترونية إشاعة رشقه بالقوارير من قبل الطلاب، وقال هذا غير صحيح، ولم أر منهم إلا كل خير، ولكم في مناداة الطلاب لي (يا والدنا) خير دليل على تعامل الطلاب الجيد معي.
تصرف خاطئ
وأكد العثمان في سياق حديثه إلى الوطن أمس أن جامعته مشرعة أبوابها ولا تغلقها في وجوه الطلاب نهائيا، وأن تجمع الطلبة كان تصرفا خاطئا في ظل وجود الوسائل المطروحة لإيصال شكواهم عبر عدة طرق منها برنامج إلكتروني اسمه ساعدني يمكن الطلاب من تسجيل ملاحظاتهم وإرسالها إلكترونيا إلى مسؤولي السنة التحضيرية، وبرنامج آخر اسمه الاعتراض الذي يشرف عليه مجلس الحقوق الطلابية.
لقاءات منظمة
وشدد العثمان على أنه يسير على نهج الجامعة بلقاء الطلاب بشكل منظم ومسبق الترتيب والإعلان، عبر وضع جدول لقائه بالطلاب عبر موقعه منذ 3 أعوام، وأنه سيواصل عقد لقاء يومي مع الطلاب، على أن يكون كل يوم مخصصا للقاء بطلاب مقررات محددة.
صعوبة الرياضيات
وأكد العثمان أنه اجتمع بمسؤولي كلية السنة التحضيرية ومقرر الرياضيات عقب لقاء بالطلاب أول من أمس، وأنه اطلع على أسئلة الاختبار التي اشتكى منها الطلاب، وطالب مسؤولي المقرر بسرعة استكمال تصحيح أجوبة الطلاب في الاختبار، على أن تكون جاهزة في ظرف يوم واحد هو مساء أول من أمس، وتابع عندما انتهى التصحيح وجدت أن النتائج مطمئنة وتفاجأت أن نتائج الاختبار الذي اعترض عليه بعض الطلاب بلغت نسبة النجاح به 94% في المسار الصحي، و72% في المسار العلمي، وحققت نسبة كبيرة من الطلاب الدرجة الكاملة في الاختبار مما يعني أن الاختبار لم يكن أعلى من مستوى الطلاب.
وأضاف العثمان أن هذا الأمر أراحه كثيرا بأنه لم يقع هناك ظلم على أحد وقال بعدها تساءلت عن سبب تجمع الطلاب قبل خروج النتائج؟، الأمر الذي دفعني للكتابة في حسابي في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أن الأبناء الطلاب إذا شاهدوا النتائج سيندمون على تعجلهم بالتجمع، وهو ما حدث بعد إعلان النتائج اليوم أمس صباحا والتقيت بمجموعة منهم تم النقاش والحوار بشكل جميل وطرحوا جملة من المطالب وذكرت لهم بأن أصواتهم مسموعة ولا أحد يرفضها وأبدوا ندمهم واعتذارهم نيابة عن زملائهم لما حدث من التجمعات وأثنوا على المقرر والجامعة.
وبيّن العثمان أن اعتراض الطلاب على اختبار الرياضيات يأتي من مواجهة الطلبة السعوديين صعوبة في هذا المقرر، وقال كون مستوى طلاب المملكة في الرياضيات ضعيفا جدا مقارنة بدول العالم، ولا يمكن إصلاح هذا الأمر في يوم وليلة، بل بالتعاون مع التعليم العام والبدء من التمهيدي وتطوير المسألة التعليمية التي أصبحت ضرورة ملحة
تحمل المسؤولية
وأكد العثمان أن جملة ملاحظات الطلاب تركزت حول فترة الدوام اليومي في كلية السنة التحضيرية ووصفهم لها بـالطويلة، وتعاقب الواجبات تباعا، وقال إن جزءا من ذلك الدوام الطويل هو تعويد الطلاب على تحمل المسؤولية وتحمل العمل تحت الضغط، بينما ذكرت للطلاب أنه إذا كانت الواجبات تتعارض مع الاختبارات فيجب التنسيق بين الأقسام بتأخير الواجبات إلى ما بعد الاختبارات.
وعن إمكانية إعادة النظر في الفترة الزمنية للعملية الدراسية اليومية في الكلية، أكد العثمان أنه في كافة أنحاء العالم هذا هو الدوام الطبيعي للطالب، وأضاف جميع طلاب الجامعات هذا دوامهم، وكذلك المستشفيات والمصانع هذا دوامهم، فالطالب حين يتخرج من الجامعة سيشاهد بأن عمله هو نفس فترة دراسته.
نظام يحكم الجميع
وشدد العثمان على أن جامعته لا تضع السيوف على رقاب الطلاب ومعاقبتهم ومحاسبتهم على أي خطأ، بل إنها توجه رسالة تربوية إلى الطلاب، إلا أنه شدد في الوقت نفسه على أنه لا يمكن نظام أي جامعة استجابة للمطالبات فهناك نظام يحكم الجميع ومطبق على الجميع.
ووجه العثمان رسالة إلى الطلاب قائلا: هذه التجمعات خصوصا عندما تعلن وتبث مقاطع الفيديو على الإنترنت فهي تسيء للوطن ولمكتسباته وتعطي صورة غير صحيحة عن شباب المملكة، وأتمنى أن يبحث الشباب عن الوسائل الموفرة لإيصال صوتهم إلى المسؤولين أو لمن أعلى منهم حتى تصل إلى المليك، فمهم استخدام أسلوب الحوار الذي يمثلنا كمسلمين وسعوديين، وعندما لا يسمع صوتك لا بد أن تجد الوسيلة الجيدة لإيصاله إلى المسؤول الذي أعلى منه، لكي لا نسيء للجامعة بتصرفات اجتهادية خاطئة، وأتمنى أن ينظر الشباب إلى تصرف بث المقاطع من منظور مختلف وأن هذا العمل عظيم، وبثها في الفضاء الإنترنتي مسؤولية، ويجب المحافظة على سمعة البلد لأن بث هذه المقاطع قد تفهم بطريقة غير سوية.